نبض البلد - حوار تبارك الياسين مع الروائية فداء الحديدي
رواية أدراج الإسكافية للكاتبة فداء الحديدي هي عمل أدبي يفتح أبواب الذاكرة على مدينة السلط الأردنية، مدينة الأدراج والأسواق القديمة التي تحمل في حجارتها حكايات الناس وطبقات التاريخ. تتخذ الرواية من المكان بطلاً أساسياً، إذ تضيء على الأدراج وسوق الحمام كرمزين للحياة الشعبية والتواصل الإنساني، وتكشف كيف يشكل المكان ذاكرة جمعية للأهالي وجسراً يربط بين الماضي والحاضر. الرواية لا تكتفي بسرد الحكايات اليومية، بل تغوص في العمق الاجتماعي والثقافي، مظهرةً العلاقات الإنسانية المتشابكة، وصوت المرأة، وحضور الهوية المحلية في مواجهة التحولات الحديثة. بهذا الأسلوب، تصبح الرواية شهادة حيّة على إرث السلط ومكانتها في الأدب الأردني المعاصر
1ما الذي ألهمكِ لكتابة رواية "أدراج الإسكافية"؟ هل كانت هناك تجربة شخصية أو حدث معين دفعكِ لاستكشاف تاريخ مدينة السلط وعلاقاتها الاجتماعية؟
ج ـ أنا ابنة مدينة السلط وتاريخ مدينة السلط وتراثها النادي وغير النادي والأحداث التي مرت بها وكونها أول عاصمة بالاردن كان لا بد من تخليد تاريخ مدينة السلط من أحد أبناءها وتعتبر اول رواية اردنية ذكرت ملامح مدينة السلط بنادق التفاصيل وهذا اعتبرته رد جميل لمدينة ولدت ونشأت بها ان اذكرها في عمل سردي يطوف العالم وليس كتابا علينا يبحث عنه شخص لأجل معلومة معينة فالعمل السردي أكثر انتشارا ويكون له حظوة في الدراسات الأكاديمية العليا أيضا
-2كيف استطعتِ توظيف مدينة السلط كمكان رئيسي لأحداث الرواية؟ وما الدور الذي لعبته الأدراج وسوق الحمام في بناء الأجواء والرمزية في النص؟
ج ـ المكان عنصر رئيسي في أي عمل سردي واختيار مدينة السلط كمان رئيسي تعود لمكانتها التاريخية والمماليك التي قامت عليها
أما سوق الحمام فهو المكان الذي يجمع الثقافة والتجارة والتاريخ وتنوع الثقافات والتعايش الديني وهو حجر الانطلاق لأماكن أخرى منتدى منه كالجدعة وساحة العين والخان والبيوت التراثية ومقر الحكم سنة 21 حيث كان المؤتمر الأول
-3الرواية تتناول قضية عمالة الأطفال كموضوع مركزي. ما الرسالة التي أردتِ إيصالها من خلال هذه القضية، وكيف تعتقدين أنها تعكس واقع المجتمع في الفترة التي
تدور فيها الأحداث؟
ج ـ نعم كانت عمالة الأطفال المحور الرئيس للرواية وكل عمل تعرض له سعيد كانت له آثار سلبية على سعيد من تدخين الحشيش إلى التطرف والى توزيع الصحف وحتى استقر في رفض الظلم كعامل وانتقاله لجبل عمان الدوار الثاني حيث تمتاز المنطقة بالبناء التراثي والبناء القديم ومجمع كبير للعمالة الوافدة من جنسيات مختلفة وخصوصا عاملات المنازل
أما عن الفترة التي عايشها البطل فهي فترة مررت بها ورأيت بأم عيني عمالة الأطفال والتي كانت تعتبر في تلك الفترة أمرا طبيعيا لدى الأسرة الأردنية كنوع من اعتماد الطفل على نفسه والمساعدة في ميزانية الأسرة وأحببت التنويه إلى الآثار السلبية والإيجابية عندما انتقل البطل من عمر إلى عمر اكبر ومدى التأثير الذي حصل له قبل وبعد
-4جمعتِ بين الأصالة والمعاصرة في استخدام اللغة واللهجة العامية. كيف كان نهجكِ في تحقيق هذا التوازن، وما التحديات التي واجهتكِ أثناء
دمج اللهجة المحلية في السرد؟
ج -لم استخدم اللهجة العامية الا بحديد ضيقة جدا
وسبب ذلك لوجود مصطلحات وكلمات وتعابير رغبت أن لا تسمح. وتخلد في عمل روائي
-5تحدثتِ عن العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في السلط. كيف حاولتِ إبراز هذا التعايش
في الرواية، وما أهمية إظهاره في سياق القصة؟
ج -التعايش الديني في مدينة السلط ظاهر بشكل واضح وجميل جدا كجيران كما ذكر بالرواية وايضا كشخصية البطل الثانية الصحفية والتي تعتبر اخت بالرضاعة للراهب جريس
وظهر إبراز هذا التعايش من خلال ام جريس كأول قابلة في مدينة السلط والتي تعتبر الام الروحية لأبناء البلد بتلك الفترة وهي أرملة رجل توفى في معركة ال 67. حيث كان يعمل معه بنفس الكتيبة والد اخت جريس
-6كيف اخترتِ شخصيات الرواية؟ هل استندتِ إلى شخصيات حقيقية من تاريخ السلط، أم أنها من نسج الخيال؟ وما الدور الذي لعبته هذه الشخصيات في نقل الهم الاجتماعي والإنساني؟
ج -الشخصيات قريبة من الواقع وليست حقيقية إنما تمثل شخصيات عامة عاشت بتلك الفترة ومرت بظروف لكل شخصية
كانت بطل رئيس سعيد والشخصيات الثانوية متعددة
جريس له دور في تعليم سعيد
ام جريس رعاية ابنة العم جاسم. والتي تعاني من شلل دماغي بعد وفاة والدتها
العم جاسم اقتناص الفرص والاستغلال الميراث
ربا الصحفية اخت جريس من اربد نقل الحقيقة
الظابط وابنه بناء الحدث القادح الاول وفي دوره في
وجود عصابة الخادمات
-7الرواية تحمل عنوانًا رمزيًا، "أدراج الإسكافية". ما الذي يرمز إليه هذا العنوان، وكيف يعكس
مضمون الرواية وأهدافها؟
ج - العنوان ليس رمزيا
فهو منطقة معروفة في مدينة السلط يتفرع له شارع الحمام والقلعة حيث كانت أغلب أحداث الرواية
-8كيف ترين تأثير المكان والزمان على تشكيل هوية
الشخصيات وتطور الأحداث؟
ج -المكان كمان يقال الإنسان ابن بيئته ومدينة السلط مدينة تجارة منذ القدم والصناعات والحرفيين ووجود مواطنين من نابلس في مدينة السلط
والاردن بتلك الفترة ومازالت تمتاز بتوافق العادات والتقاليد في كل المحافظات
لكن خصوصية السلط كمدينة مدنية وتجارية أعطتها ميزة مختلفة حيث كانت أيضا ممرا تجاريا مع فلسطين
وهي المدينة الأقرب لعمان فكان التطور سريع بها وشعبها مثقف ومتعلم وتكاد نسبة الأمية معدومة بها
-9كيف ترين دور الرواية في توثيق التاريخ الاجتماعي والثقافي لمدينة السلط؟ هل تعتقدين أن "أدراج الإسكافية" ساهمت في إعادة إحياء هذا التراث؟
ج- طبعا بالنسبة لي فقد كانت لها أطروحات دكتوراة وماجستير في جامعة بسكرة بالجزائر
وحاليا يعمل بها سيناريو وحوار كمسلسل اتمنى أن يكتب له النجاح قريبا
- 10كونكِ قاصة وروائية، كيف أثرت تجربتكِ في كتابة القصص القصيرة (مثل "رحل في مكر امرأة" و"الحكايا في يدي") على أسلوبكِ في كتابة هذه الرواية؟
ج - عندما أشعر اني في عصر السرعة أحد نفسي اعود القصة بفرح وسرور
وعندما يسكن الروتين بروحي اكتب الرواية فهي متشعبة الأحداث والشخصيات