نبض البلد -
عماد عبدالقادر عمرو
تموج بنا التحديات، وتزداد الرياح عصفًا، ويشتدّ الخطر ، حيث الجرائم تتكاثر، والحوادث تتفاقم، ومحاولات تهريب السموم والمخدرات لا تنقطع، والمؤامرات على الأوطان لا تهدأ، يبقى الأردن محروسًا برجالٍ باعوا أنفسهم لله وللوطن، رجالٍ أقسموا أن يظلوا السيف والدرع، وأن يبقوا العين الساهرة واليد القابضة على الزناد.
إنهم إخوتنا وأبناؤنا المنتشرون في الميدان، في كل شبرٍ من ثرى الأردن ، لا يعرفون الليل من النهار، ولا يميزون بين صيفٍ وشتاء، كل همّهم أن يبقى الوطن آمنًا والمواطن مطمئنًا. وعندما نراكم في الطرقات نستشعر معنى الأمن والأمان، ونتذكّر أن الوطن بخير بوجودكم.
إنهم الرجال الذين حملوا شعار الجيش العربي المصطفوي، رجال العقيدة والشرف، الذين سقوا الأرض عرقًا ودمًا منذ معارك الثورة العربية الكبرى، حتى معارك الشرف على ثرى فلسطين، وصولًا إلى هذا اليوم الذي يقفون فيه على الحدود والجبال والسهول، ليقولوا للعالم أجمع: هنا الأردن، أرض العز والكرامة، لن يُداس ولن يُمسّ بسوء.
وإلى جانبهم تقف العيون الساهرة في دائرة المخابرات العامة، والاستخبارات العسكرية، والأمن الوقائي، ومكافحة المخدرات، والبحث الجنائي، والدرك، والشرطة، وسائر الأجهزة الأمنية. كلٌّ في موقعه، لكنهم جميعًا على قلب رجل واحد، مهمتهم واحدة، وغايتهم واحدة: أن يبقى الأردن قويًّا، عزيزًا، آمنًا، وأن يظل المواطن مطمئنًا على نفسه وماله وعرضه ، يثق أنّ ثمة رجالًا يحرسونه حتى في غفلته.
ولماذا نتحدث اليوم عنهم؟
لأننا انشغلنا بتصريحات ومناكفات وصراعات جانبية، حتى كدنا ننسى أن وجود هؤلاء الرجال هو الركيزة الأساسية التي يقوم عليها استقرار الوطن. نسينا أن الجيش والأمن ليسوا مجرد "وظيفة” أو "مؤسسة” عادية، بل هم قدر الوطن ، وحصنه، وأمانه، وجداره الأخير أمام الفوضى والانهيار.
إن حقهم علينا أن نذكرهم، أن نرفع الدعاء لهم في كل صلاة، أن نُقبّل الشعار على جباههم، وأن نعلّم أبناءنا أنّ هؤلاء هم النجوم التي لا تغيب، وأنّهم أقسموا على أن يكون الوطن والمواطن بخير ولو كان الثمن أرواحهم الزكية.
يا أبناء الجيش العربي المصطفوي، يا رفاق السلاح، يا دروع الوطن وعيونه الساهرة:
سامحونا إن قصّرنا في القول، أو انشغلنا عنكم في تفاصيل حياتنا، فأنتم في القلب، وأنتم في الوعي الجمعي للأردنيين مصدر فخرٍ واعتزازٍ لا يزول. ندعو لكم ليل نهار أن يحفظكم الله، وأن يسدد خطاكم، وأن يثبّت أقدامكم على الحق، وأن يجعل النصر حليفكم في كل ميدان.
فأنتم يا أبناء الجيش العربي المصطفوي، ويا رجال المخابرات العيون الساهرة، ويا أبطال الدرك ، ويا حماة الأمن بكل فروعه… أنتم السند الذي لا يتبدّل، والسور الذي لا يُهدم، والنبض الذي لا يتوقف. أنتم الذين كتبتم بدمائكم وأرواحكم معاني الوفاء والفداء، وجعلتم من الأردن قلعةً عصيةً على كل عابرٍ أو طامع.
نرفع رؤوسنا بكم، ونفاخر العالم أن في الأردن رجالًا إذا استنجد الوطن لبّوا، وإذا نادى القائد لبّوا، وإذا اقترب الخطر تصدّوا، وإذا حان وقت التضحية افتدوا.
سلامٌ على جباهكم التي تحمل الشعار، وسلامٌ على أيديكم التي تحرس الديار، وسلامٌ على أرواحكم التي تسبق خطاكم في ميادين الشرف.
حفظكم الله ذخراً للأردن، وحصناً للعزّة، ودرعاً للكرامة، وسيفاً في يد القائد الأعلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وحمى الله ولي عهده الأمين، وأبقى الأردن وطناً لا يزول، ورايةً لا تنكسر، وأرضاً لا تنحني إلا لله .