دحام مثقال الفواز

دولة الرئيس، متى يتحمّل صاحب القرار مسؤولية قراره؟

نبض البلد -
أكتب إليك لا من باب المعارضة، ولا طلبًا للظهور، بل من باب المحبة الحقيقية والحرص الصادق واعتبر نفسي صاحب امانة لإيصال رسالة، وهو (رأي يكتبه أحد أبناء هذا الوطن)
أكتب إليك لأنك صاحب القرار الأول، وصاحب الأمانة التي أقسمت أن تحفظها.
ونحن نعلم أن في يدك القدرة على المحاسبة، وعلى إعادة الثقة للشارع، إن أردت أن تُحاسب من يقرر دون دراسة، ومن يعبث بمصير الناس بتجارب غير محسوبة.
فـ لا تقتلوا الولاء من قلوب الأوفياء… فهم من تبقى للوطن حين يخذله الجميع.

دولة الرئيس،
كثير من القرارات تُعلن بمظهر لامع، وتصاغ بلغة مغلّفة، لكننا ( كمواطنين ) نكتشف لاحقاً أن واقعها شيء مختلف تماماً.
الضرر يقع، والمعاناة تتراكم، ولا أحد يُسأل عما فعله، وكأن الناس لا تستحق حتى اعتذاراً.
وأنت، دولة الرئيس، وحدك من بيده أن يقول: من قرّر، يُحاسب.
فـ لا تقتلوا الولاء من قلوب الأوفياء… فإن الإنصاف يُعيد ما خسرته الثقة.

في كل دول العالم، من يُخطئ يُحاسب، لا يُكرم، ولا يُنقل إلى موقع جديد.
إلا عندنا، يُعاد تدوير الخطأ، ويُمنح من ارتكبه فرصة جديدة لتجريب قرارات أخرى على حساب عيش المواطن.
وأنت يا دولة الرئيس، صاحب القرار وصاحب الولاية العامة، ومن ينتظر الناس منه أن يقول كلمته: كفى
كفى قرارات بلا قراءة، وكفى تحميل الناس أخطاء غيرهم.
فـ لا تقتلوا الولاء من قلوب الأوفياء… فهم صمتوا كثيراً، ليس عن رضا، بل عن خوف على هذا البلد.

دولة الرئيس،
الوجع كبير، والتململ أكبر، وثقة المواطن ليست كما كانت.
ولا يمكن استعادتها إن لم يشعر أن هناك من يُدافع عنه داخل دوائر القرار، لا أن يُستخدم اسمه لتبرير القرارات.
أنت من يستطيع أن يوقف هذا النزيف، وأن يقول علناً: ( من لا يدرس قراره، لا يستحق موقعه )
فـ لا تقتلوا الولاء من قلوب الأوفياء… فحتى الوفاء له طاقة وحدود.

دولة الرئيس،
نعرف أن الطريق ليس سهلاً، وأن الحمل ثقيل، لكنك قبلت به، وتحملت الأمانة.
وهذه الأمانة لا تُحفظ فقط بالاستمرار، بل بالمراجعة والتقييم والمحاسبة العلنية.
الناس لا تطلب المعجزات، بل العدالة فقط، العدالة في التوزيع، في الفرص، وفي المحاسبة.
وأنت وحدك، من تملك الجرأة على أن تبدأ هذا التحول.
فـ لا تقتلوا الولاء من قلوب الأوفياء… فحب الأوطان لا يُقاس بالشعارات، بل بالفعل الصادق.


فختاماً يا دولة الرئيس،
أكتب إليك وأنا أعلم أنك تسمع، لكنني أتمنى أن تقرأ بقلبك لا بأذنيك فقط.
البلد لا يحتمل مزيداً من الأخطاء، ولا الناس تحتمل مزيداً من الصبر.
أنت صاحب القرار، وصاحب الأمانة، ومحاسبة من يعبث بقرارات مصيرية دون دراسة ليست خياراً، بل واجب.
فـ لا تقتلوا الولاء من قلوب الأوفياء… لأنهم لا يعودون إن غادروا او هاجروا .

فمتى يُصبح القرار مسؤولية حقيقية، لا مجرد توقيع يُلقى على الورق، ثم يُلقى وزره على الناس؟

دحام مثقال الفواز