تشيلسي يُتوج بطلاً لكأس العالم للأندية بثلاثية ساحقة في شباك الباريسي

نبض البلد -

الأنباط_ميناس بني ياسين

بالمر يخطف الأضواء، سانشيز يتصدى ببسالة، وإنريكي يخرج عن طوره أمام أنظار ترامب ورئيس الفيفا

في ليلة استثنائية من ليالي كرة القدم، تُوج تشيلسي الإنجليزي بطلاً لبطولة كأس العالم للأندية 2025، بعدما حقق فوزاً عريضاً ومستحقاً على باريس سان جيرمان الفرنسي بنتيجة 3-0، في النهائي الذي أقيم على ملعب "ميتلايف ستاديوم" في الولايات المتحدة الأميركية، وسط حضور جماهيري كبير وبحضور لافت للرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.

بدأ اللقاء بإيقاع ناري حيث نفّذ تشيلسي هجمة مباغتة منذ الدقيقة الأولى أربكت دفاعات سان جيرمان لكن الحارس دوناروما تدخل سريعاً وأنقذ الموقف.
لم يكتفِ تشيلسي بالبداية القوية بل واصل ضغطه المنظم والمبكر منذ الدقيقة الثالثة، مستغلًا ركلة البداية التي اختارها بذكاء ليحرم باريس من فرصة الدخول السلس إلى أجواء اللقاء في المقابل حاول سان جيرمان الرد عبر هجمة قادها حكيمي في الدقيقة الرابعة لكن الحارس سانشيز خرج من مرماه وقطع الكرة في التوقيت المثالي، منهياً الخطورة.

كول بالمر كان نجم الشوط الأول بلا منازع لكنه أهدر فرصة خطيرة في الدقيقة الثامنة عندما سدد كرة مرت بجانب القائم. وفي الدقيقة 13 اشتعلت الأجواء عندما تدخل كوكورييا بعنف ضد دويه لتندلع مشادة بين لاعبي الفريقين بعد تدخل حكيمي، لكن الحكم احتوى الموقف.
بعد دقيقتين فقط أنقذ كوكورييا فرصة هدف مؤكد لباريس بقطع تمريرة عرضية كانت في طريقها لحكيمي داخل منطقة الجزاء وواصل سان جيرمان محاولاته وسدد دويه كرة قوية في الدقيقة 18، لكن سانشيز تصدى لها ببراعة.

وجاءت الدقيقة 23 لتشهد لحظة التفوق الأولى حين قاد تشيلسي هجمة مرتدة سريعة أنهاها كول بالمر بتسديدة أرضية متقنة سكنت شباك دوناروما، ليمنح فريقه التقدم بهدف نظيف.
لم يهدأ بالمر وعاد في الدقيقة 28 ليضيف الهدف الثاني بعد مجهود فردي مميز، راوغ فيه الدفاع وسدد كرة أرضية محكمة ليضع فريقه في المقدمة بثنائية نظيفة ويزيد الضغط على الفريق الباريسي، الذي بدا عليه التوتر والارتباك الواضحين.

محاولات باريس بقيت دون فاعلية في ظل التنظيم الدفاعي الصلب لتشيلسي والتألق اللافت لحارس مرماه سانشيز الذي أنقذ انفرادًا محققًا أمام فابيان رويز في الدقيقة 37، ثم تصدى لعرضية خطيرة بعدها بثلاث دقائق وفي الدقيقة 43، واصل بالمر توهجه ومرر كرة ذكية إلى جواو بيدرو، الذي لم يتردد في وضعها داخل الشباك، معلنًا الهدف الثالث الذي قضى فعليًا على آمال سان جيرمان قبل نهاية الشوط الأول.
وفي الوقت بدل الضائع عاد سانشيز ليحرم سان جيرمان من هدف تقليص الفارق عندما تصدى لرأسية خطيرة من نيفيز لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق لتشيلسي بثلاثية نظيفة.

مع انطلاق الشوط الثاني واصل سانشيز التألق، فالتقط عرضية خطيرة قبل أن يتصدى على مرتين لتسديدة من كفاراتسخيليا.
تواصلت محاولات باريس عبر البديل عثمان ديمبلي، الذي سدد كرة من مسافة قريبة في الدقيقة 51، لكن سانشيز تصدى مجددًا بدوره سدد دويه كرة قوية في الدقيقة 55 مرت بجوار القائم، ثم أطلق فيتينيا تسديدة صاروخية في الدقيقة 60 تصدى لها سانشيز وحوّلها إلى ركنية.

ورغم الضغط الباريسي كاد تشيلسي أن يعزز تقدمه في الدقيقة 68 بتسديدة من البديل ديلاب، لكن دوناروما تألق وأبعدها.
وعاد ديلاب بعد 12 دقيقة ليواجه المرمى منفردًا، لكن دوناروما مجددًا أنقذ فريقه من هدف رابع مؤكد وبينما كانت المباراة تتجه لنهايتها، وقعت حادثة مثيرة للجدل في الدقيقة 85، حين تدخل نيفيز بعنف وشد شعر كوكورييا، ليتدخل حكم الفيديو ويقرر طرد اللاعب مباشرة.

الدقائق الأخيرة شهدت لقطة مثيرة أخرى كادت تُكلف تشيلسي هدفًا عندما حاول الحارس سانشيز مراوغة باركولا داخل منطقة الجزاء، لكن دفاع تشيلسي تدخل في اللحظة الأخيرة وشتت الكرة قبل أن تنقلب الكارثة إلى هدف.
ومع صافرة النهاية انفجر لاعبو تشيلسي فرحًا بالتتويج التاريخي، بينما انفعل لويس إنريكي بشدة، وظهر في لقطة سيئة وهو يوجه لكمة لأحد لاعبي تشيلسي، في مشهد يُظهر الفارق بين الحالة الذهنية لكلا الفريقين.

تشيلسي نجح في فرض أسلوبه بفضل التنظيم العالي والجاهزية الذهنية الواضحة وتفوّق مدربه ماريسكا تكتيكيًا على إنريكي، محكمًا السيطرة على مفاتيح لعب سان جيرمان، ومعطلًا خطورته طيلة فترات اللقاء.
الفوز لم يكن فقط بالأهداف، بل في كل تفاصيل المواجهة من البداية الذكية، إلى التماسك الدفاعي، إلى التركيز العالي في الثلث الأخير.

بهذا الانتصار يضيف "البلوز" لقبًا عالميًا جديدًا إلى خزينته، ويؤكد أنه عاد بقوة إلى الساحة العالمية، بينما يخرج باريس سان جيرمان بخيبة أمل جديدة، ويبدو أن الفريق الباريسي لا يزال يفتقد إلى المقومات الذهنية قبل الفنية للتتويج بالألقاب الكبرى.