حدادين: تبرز دور الأردن في التنمية الإبداعية بمنتدى آنا ليند 2025 في تيرانا
تيرانا، ألبانيا – 29 حزيران 2025 – أكدت الدكتورة هبة حدادين، المديرة العامة لمؤسسة مساواة للتدريب وحقوق الإنسان، على الأهمية الكبيرة لمشاركة المؤسسة في منتدى آنا ليند (ALF Forum 2025) الذي انعقد في تيرانا خلال الفترة من 18 إلى 21 حزيران 2025. وتأتي هذه المشاركة تأكيدًا لالتزام المؤسسة بدعم التنمية المستدامة وتمكين الكفاءات في المنطقة، مع تسليط الضوء على الإمكانات الواعدة للقطاع الثقافي والإبداعي.
شاركت الدكتورة حدادين كمتحدثة في الجلسة الحوارية بعنوان "مستقبل إبداعي: بناء المهارات لمنطقة الأورو-متوسط"، والتي أدارها بكفاءة واحترافية السيد نيناد بوغدانوفيتش، منسق التخطيط والتطوير في منظمة البرامج الأوروبية والعلاقات الثقافية (قبرص). ضمت الجلسة نخبة من المتحدثين الإقليميين والدوليين، بما في ذلك باولو مونتيمورو، مدير ماتيرا هاب (إيطاليا)، والدكتور محمد عبد الدايم، مساعد وزير الثقافة الأسبق للاستثمار والتنمية الثقافية (مصر)، والدكتور عصمت الكرادشة، منسق برنامج Interreg NEXT MED EU (الأردن).
ركزت المداخلة التي قدمتها الدكتورة هبة حدادين على المشهد الإبداعي المزدهر في الأردن، مشددةً على مساهمة القطاعات الإبداعية والثقافية الحيوية في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وإثراء الهوية الوطنية، وتعزيز مكانة المملكة على الصعيد الدولي.
تناولت الدكتورة حدادين في مداخلتها واقع الاقتصاد الإبداعي في الأردن، مبينةً أن هذا القطاع الحيوي يتسم بالتنوع والإمكانات الواسعة، ويشمل مجالات رئيسية مثل الفنون البصرية والمسرحية (الموسيقى، المسرح، الرقص)، الحرف اليدوية، قطاع المرئي والمسموع (إنتاج الأفلام والتلفزيون)، النشر، التصميم، تطوير البرمجيات وألعاب الكمبيوتر، والإعلام الرقمي. كما استعرضت الأرقام الدالة على المساهمة المتزايدة للقطاع في الناتج المحلي الإجمالي، والتي تراوحت بين 1.9% و 3%، مع نمو ملحوظ في القيمة المضافة من 440 مليون دولار في عام 2011 إلى مليار دولار في عام 2018. وفيما يتعلق بخلق فرص العمل، أشارت الدكتورة حدادين إلى أن القطاع وفر حوالي 25,339 وظيفة في عام 2018، أي ما يعادل 3% من إجمالي القوى العاملة، مع مشاركة نسائية مهمة بلغت 28٪
وأبرزت الدكتورة حدادين الروابط والترابطات القوية للاقتصاد الإبداعي في الأردن مع القطاعات الأخرى، موضحة كيف أن التعليم الإبداعي يغذي الابتكار ويزود سوق العمل بالكفاءات المتخصصة. كما أشارت إلى الدور الهام للصناعات الإبداعية كعنصر جذب سياحي، حيث تساهم الإنتاجات السينمائية في المواقع التراثية والطبيعية في زيادة أعداد الزوار بشكل كبير، وتثري الحرف اليدوية والفنون التجربة السياحية. وفي سياق التكنولوجيا، بينت الدكتورة حدادين استفادة القطاع الإبداعي من التقدم التكنولوجي، خاصة ضمن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يساهم بنسبة 12% في الناتج المحلي الإجمالي للأردن، مع تبني الصناعة للتقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، مما يدفع التحول الرقمي وينعش سوق الألعاب الإلكترونية.
كما تطرقت الدكتورة حدادين إلى المشهد التعليمي للمتخصصين المبدعين في الأردن، الذي يمثل مزيجًا ديناميكيًا من البرامج الأكاديمية الرسمية ومبادرات التدريب المهني المتطورة التي تقدمها جهات عامة وخاصة ومؤسسات المجتمع المدني. وعلى الرغم من الاعتراف الرسمي المتزايد بالصناعات الإبداعية والثقافية (CCIs)، إلا أنها أشارت إلى التحديات المستمرة في مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل.
وفيما يتعلق بالحلول، أكدت الدكتورة حدادين على أهمية التعاون متعدد الأطراف في تطوير وتعزيز المهارات الإبداعية في منطقة الأورو-متوسط، بما في ذلك الأردن. ودعت إلى إشراك الجهات الفاعلة الرئيسية مثل الصناعة، والسلطات العامة، والجهات التعليمية، والمنظمات الثقافية، والمجتمع المدني. كما شددت على ضرورة مراعاة عوامل مثل التعاون عبر المتوسط، والانتقال الأخضر، والشمول، والابتكار والرقمنة، وملاءمة سوق العمل، وضمان الجودة، والربط بأهداف التنمية المستدامة، وتسهيل الوصول إلى التمويل.
واختتمت الدكتورة حدادين بتقديم مجموعة من الإجراءات الملموسة لتطوير برامج بناء المهارات، منها تطوير المناهج القائمة على الطلب، وتعزيز التعلم القائم على العمل، والاستثمار في "المهارات الخضراء"، وتشجيع الرقمنة، وتعزيز التنقل عبر الحدود، ودعم ريادة الأعمال، وبناء قدرات المعلمين، وتحسين جمع البيانات واتساق السياسات. وأكدت أن هذه الإجراءات الاستراتيجية، بدعم من التعاون القوي بين جميع اللاعبين الرئيسيين، يمكن أن تبني نظامًا بيئيًا للمهارات الإبداعية مرنًا ومستجيبًا وموجهًا نحو المستقبل في جميع أنحاء منطقة الأورو-متوسط.