نبض البلد - محسن الشوبكي
في لحظة اشتداد التوترات الإقليمية، تقف المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، موقفًا صلبًا يحمي بوصلتها السيادية من رياح التوظيف والتزييف. إذ تَعرّض القرار الأردني القاضي بمنع انتهاك أجوائه لأي غرض عدواني لحملة تضليل منسّقة عبر وسائل التواصل، تسعى لتقويض هذا الموقف المستقل.
جاء الرد الأردني واضحًا: لا مجال لتمرير أي استخدام غير مصرح به للمجال الجوي، سواء كان من قبل الكيان الصهيوني أو أي طرف آخر. في حزيران 2025، أثبتت المملكة يقظتها حين أغلقت أجواءها واعترضت مسيّرات وصواريخ اخترقت حدودها، لتوجه رسالة صريحة: أمن الأردن فوق أي اعتبار.
في موازاة ذلك، تواصلت جهود الاعتراض الإقليمي عبر تنسيق مشترك قادته القوات البحرية الأمريكية والبريطانية لاعتراض صواريخ إيرانية فوق بحر العرب وأجواء دول أخرى. ومع أن التحركات تعبّر عن شراكات أمنية قائمة، فإن الأردن اختار مسارًا مستقلًا، رافضًا تحويل أراضيه أو أجوائه إلى ساحة تصفية حسابات.
لكن بينما يحكم القرار السيادي قبضته على الميدان، تبدو الرواية الإعلامية الرسمية بحاجة إلى تقوية تُساوي حزم الموقف السياسي. لقد تركت فجوة الخطاب فراغًا سرعان ما ملأه الذباب الإلكتروني، مُعززًا التضليل والتأويل، ما يستدعي تحركًا عاجلًا يعيد الثقة للرأي العام المحلي والدولي ويبرز سردية الدولة لا سرديات الخصم.
إن صمود الأردن ليس مجرّد موقف دفاعي، بل هو تعبير عن هوية سيادية راسخة، ترفض العبث بهدوء لكنها لا تحتاج إلى الصراخ لتُسمَع. وما تحتاجه هذه اللحظة، هو تأطير استراتيجي إعلامي يُعزز الصورة ويُحصّن الموقف، لأن السيادة لا تكتمل إلا إذا ساندها صوت قوي يعرف كيف يُفهم العالم منطق الأردن.