الامتحانات تبدأ غدًا .. بماذا ينصح الخبراء طلبة التوجيهي؟

نبض البلد -

الانباط – شذى حتاملة

مع اقتراب موعد امتحانات التوجيهي، التي تعد محطة حاسمة في حياة آلاف الطلبة، تتزايد مشاعر القلق والتحديات التي قد تؤثر على أدائهم ونتائجهم النهائية، في ظل ذلك، تبرز أهمية التزام الطلبة بالنصائح والإرشادات التربوية، بوصفها عاملاً أساسياً في مساعدتهم على التغلب على التوتر والضغوط النفسية، ما يسهم في اجتياز هذه المرحلة بثبات وطمأنينة .

بدورها قامت " الانباط" بالتواصل مع عدد من الخبراء التربويين لتقديم مجموعة من الارشادات والتوجيهات والتي تركز على تنظيم الوقت وترتيب الاولويات والمحافظة على صحتهم النفسية والجسدية بما يعزز من قدرة الطلبة على دخول الامتحانات بثقة وتحقيق افضل النتائج الممكنة .

أكد الخبير التربوي الأستاذ محمود درويش، أن أبرز التحديات التي يواجهها الطلبة خلال فترة الامتحانات تتمثل في مشاعر الخوف والقلق والارتباك، إلى جانب ضعف الثقة بالنفس والشعور بعدم الجاهزية، موضحا أن هذه العوامل تؤدي إلى حالة من التوتر قد تدفع بعض الطلبة إلى تقسيم المواد بطريقة غير مدروسة، مما يضعف من فرصهم في التنافس على التخصصات الجامعية المرموقة .

وفي تصريح لـ"الأنباط"، أشار إلى أهمية التوازن بين الدراسة الفعالة والراحة النفسية، مبينًا أن هذا التوازن يقع جزء كبير منه على عاتق الأهل، من خلال توفير بيئة دراسية ملائمة لا تقتصر على المكان فقط، بل تشمل دعم الطالب نفسيًا وبث الطمأنينة فيه ،كما شدد على دور المعلمين في تهدئة الطلبة والتخفيف من توترهم.

ولفت إلى إعلان وزارة التربية والتعليم الأخير حول نمط الأسئلة في امتحان التوجيهي، والذي أوضح أن 40% من الأسئلة ستكون مباشرة وسهلة، و40% بمستوى متوسط، و20% تقيس المهارات العليا، مما يراعي الفروقات الفردية بين الطلبة.

ودعا الطلبة الى اهمية الحفاظ على التوازن النفسي والابتعاد عن القلق والتوتر ، ونصح الطلبة بالمراجعة الهادئة والنوم الكافي والتغذية السليمة لتكون ساعتهم الاخيرة قبل الامتحان اكثر استقرارًا واستعدادًا.

وختم درويش بالإشارة إلى أن بعض المدارس لا تنهي المناهج بالشكل المطلوب ولا تُهيّئ طلابها جيدًا للامتحانات، في حين أن هناك أخرى لا سيما بعض المدارس الخاصة تعمل على إعداد طلبتها من خلال تنظيم اختبارات دورية تحاكي نماذج وزارة التربية، ما يسهم في رفع مستوى جاهزيتهم.

من الناحية النفسية أكد المرشد النفسي والتربوي محمد عيد الدهون، أن الاستعداد النفسي يلعب دورا حاسما في تحديد كيفية أداء الطلاب في الامتحانات، موضحا أن استعداد الطالب نفسيا يساعده على التعامل مع الاختبار بثقة وهدوء وهذا يقلل من التوتر والقلق خلال فترة الامتحان مما يزيد من التركيز وتذكر المعلومات بسهولة أثناء الإجابة على الأسئلة.

وبين أن المشاعر السلبية مثل القلق والخوف ذات تأثير سلبي على أداء الطالب؛ إذ قد يواجه صعوبة في التركيز وتشتتًا في المعلومات، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على تذكر ما تم تعلمه واسترجاعه وقت الحاجة، مضيفا كما أن التوتر النفسي لا يقتصر على التأثير العقلي فقط، بل قد يؤثر على الطالب جسديا فيظهر لديه أعراض مثل الصداع واضطرابات القولون، أو حتى فقدان الوعي في بعض الحالات .

وتابع أن الاستعداد النفسي الجيد واستخدام فنيات الاسترخاء والتنفس العميق والتفكير الإيجابي وبناء الثقة بالنفس خلال فتره الاستعداد للامتحانات والتأكد من فهم المواد الدراسية يساعد الطلاب على التعامل مع الامتحانات بثقة ومرونة مما يعزز الفرصة في تحقيق أفضل النتائج.

وفيما يتعلق بالقلق الطبيعي والزائد اوضح الدهون أن القلق الطبيعي هو استجابة فسيولوجية طبيعية للتوتر ، مثل التوتر قبل الامتحان وهذا بدوره يحفز الطالب على زيادة التركيز والانتباه أما القلق الزائد فهو مبالغ فيه وغير متناسب مع الموقف مما يؤثر سلبا على الأداء والتركيز ويصاحبه أعراض جسدية ونفسية.

واشار إلى أن هناك علامات تبين أن الطالب يعاني من ضغط نفسي يؤثر سلبًا على تحصيله في الامتحان مثل صعوبة في التركيز والشعور المستمر بالإرهاق وتغيرات في الشهية أو عادات النوم مثل الارق أو النوم الزائد والانعزال الاجتماعي والشعور بالقلق أو بالحزن وفقدان الشغف للدراسة ، لافتا إلى الاساليب والخطط التي من شأنها أن تساعد الطالب على تقليل التوتر قبل وأثناء الامتحان تتمحور في التحضير الجيد والدراسة المنظمة حسب جدول محدد ، وممارسة فنيات الاسترخاء والتنفس العميق و الحصول على قسط كاف من النوم والراحة وتناول وجبات صحية و ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب المذاكرة في اللحظات الأخيرة واخذ استراحة قصيرة قبل الامتحان .

ووجه الدهون الطلاب إلى اتباع عدد من الإرشادات المهمة خلال فترة الامتحانات، من أبرزها قراءة الأسئلة بتمعن وتجنب التسرع في الإجابة ، كما يفضل البدء بحل الأسئلة التي يعرفون إجاباتها جيدًا، وتأجيل الصعبة أو غير الواضحة إلى نهاية الوقت، وذلك لتفادي هدر وقت الامتحان ، كما نصح الطلاب بعدم تغيير إجاباتهم أثناء المراجعة إلا في حال التأكد التام من صحة التعديل.

وأكمل حديثه بأن الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في توفير بيئة نفسية مريحة للطالب خلال فترة الامتحانات، وذلك من خلال توفير جو هادئ ومناسب للدراسة وتشجيع الطالب ودعمه نفسيًا، إلى جانب التخفيف من الضغوط الخارجية، وتوفيرالتغذية الصحية، وتنظيم أوقات الراحة والاسترخاء، كما شدد على أهمية تجنب مقارنة الطالب بغيره.