لماذا تتركز الضربات الصاروخية الموجهة من إيران ليلاً؟

نبض البلد -
لماذا تتركز الضربات الصاروخية الموجهة من إيران  ليلاً؟

الأنباط – مي الكردي 
خوالدة: الأجواء الإيرانية تحت مراقبة الأقمار الصناعية والطائرات الإسرائيلية 
خوالدة: الضربات الليلية تحمل ضررًا معنويًا أكبر على الشعب الاسرائيلي 



وسط استمرار الصراع الذي بدأتهُ اسرائيل على ايران بتنفيذها ضربات عسكرية جوية على منشآت نووية واستهداف كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين وصعود الرد الإيراني، اعتلت الرشقات الصاروخية النجوم السماوية بوميضها الساطع مساءًا مُشكلةً مشهدًا اكثر حفاوة واجلالا بين المواطنين، حيثُ وبصورة عفوية باتوا يعدون المشهد كـ الفيلم السينمائي مجهزين عتاد سهرةٍ امام صواريخ نارية قاتلة، ليبقى السؤال يحوم لماذا ليلاً؟

وفي حديثٍ خاص لـِ "الأنباط"، أوضح الخبير العسكري اللواء هلال الخوالدة عن سبب تركز الضربات الصاروخية الإيرانية في ساعات الليل المُتأخرة، مُبينًا ان الجغرافيا والأجواء الإيرانية مكشوفة بالكامل تحت مراقبة الأقمار الصناعية ووجود طائرات تجسس إسرائيلية.

ويشار أنه بحكم تقلص الضوء المرئي من الأراضي الإيرانية ليلاً أمام الأقمار الصناعية والطائرات التجسسية عمدت إيران على تفادي الحليف التكنولوجي للكيان الصهيوني بتقديم الرد الصاروخي ليلاً مقدمة أداءً عسكريًا ومعنويًا باهظًا على الكيان الصهيوني. 


وبين خوالدة أنه ريثما يجري اخراج الصواريخ من المصانع الإيرانية التي يتراوح طولها من ٣ إلى ١٠ أمتار وتحضير المنصات يتواجد عدد من عملاء اسرائيل في الداخل الإيراني، الذين يرصدون التحركات أولاً بأول في سبيل إبلاغ الجانب الإسرائيلي، حيثُ يكون ذلك سهلاً في وضح النهار ، موضحًا عدم وجود حرية حركة كافية بالنهار لتحريك ٢٠٠ إلى ٣٠٠ صاروخ. 


ولفت إلى اعتبار إيران الضربات الصاروخية الليلية ذات ضرر معنوي كبير في أوساط الشعب الاسرائيلي لتواجدهم ليلاً في البيوت، مؤكدًا أن السبب الرئيسي لتكثيف الضربات الجوية ليلاً هو تجنب الكشف الجوي والطيران الحربي الاسرائيلي في الأجواء.  


ويفسر خوالدة سبب الإبلاغات المسبقة من إيران حول الضربات الجوية القادمة، وذلك لعدم تحملها مسؤولية الطيران المدني، وتفريغ الطيران المدني من العراق، سوريا، الأردن، والخليج العربي أثناء مرور الصواريخ، مضيفًا أن ذلك يزيد من الضغط على الشعب الاسرائيلي بإرعابهم.



ويشار إلى أن تصاعد حدة الضربات بين الطرفين تأتي في محاولة إسرائيل لزيادة الضغط على إيران لإعادتها لطاولة التفاوض وتنازلها عن برنامجها النووي، وبالمقابل تعمل إيران بالضغط على اسرائيل لرفع معنويات الشعب الإيراني بعد الضربة الأولى و استهداف قيادات الصف الأول وكبار العلماء، بحسب رؤية الخبير العسكري هلال الخوالدة. 

ويوضح أن إيران بعد الضربة الأولى استفاقت وقامت بالرد على اسرائيل، مما يعني أن موقفها بات أفضل بعد الضربة الإسرائيلية الأولى، معتقدًا أنه خلال أقل من أسبوع قد نشهد تدخل امريكي يدعي إيران إلى قبول التفاوض وضمانة زوال التهديد الإيراني بالنسبة لإسرائيل لحل النزاع. 

وأشار إلى أنه نتيجة الضربات الاسرائيلية على المنشآت النووية العسكرية ستتأخر عملية إنتاج الاسلحة والسلاح النووي إلى ٦ شهور، لافتًا أن أمريكا مصلحتها العُليا هي الاقتصاد ولا تريد حروبًا بالمنطقة، مضيفًا رفض روسيا، الصين، منطقة الشرق الأوسط والأردن لأي حروب.

وشدد الخوالدة على الجهد الدبلوماسي لجلالة الملك عبدالله ثاني خلال حديثه مع دول العالم، لتفادي الصراع داخل المنطقة. 

ولفت إلى أن كل من إيران وإسرائيل يتنافسان لتوسيع نفوذهم في المنطقة، مُشيرًا إلى تصريح الرئيس الإيراني بعدم رغبته بامتلاك سلاح نووي واقتصاره على توليد الكهرباء وان الطاقة النووية هدفها سلمي، وبتوقف الكيان الصهيوني على الضربات العسكرية ستتوقف إيران أيضًا
 

وتُعد اسرائيل اليوم هي المعتدي ومن بدأ الحرب رغم محاولاتها لإقناع العالم بحقها بالدفاع عن النفس نتيجة  اقتراب إيران من انتاج سلاح نووي مما يهدد الكيان الصهيوني بحسب خوالدة.

وتوقع بختام حديثه تدخل الولايات المتحدة وكبار الدول في المنطقة وإجبار الطرفين (إسرائيل وإيران) على وقف الحرب وإجراء مصالحات، والجلوس على طاولة واحدة.