وقف صافرات ما بعد منتصف الليل

نبض البلد -
وقف صافرات ما بعد منتصف الليل
فايز شبيكات الدعجه
  يسود الاعتقاد بانه لا حاجه لصافرات الإنذار بعد منتصف الليل،حيث الشوراع خالية، والناس نيام، ولا أماكن يلجأون إليها غير بيوتهم...هناك شيوخ ومرضى  وأطفال تفزعهم صافرات ما بعد الخلود للنوم .
  نقدر عاليا أهداف وغايات استخدام مكبرات الصوت للتنبيه والتحذير من خطر ألاصابه. لكن الناس في هذا الوقت اتخذوا تلقائيا كامل وضع الاستجابه للإنذار بدون إنذار، 
  يقول أحدهم أن والده عند سماع صوت الإنذار أصيب باضطراب نفسي  وحالة من الغضب  والتوتر والانزعاج وحتى الذعر، وحاول ترك البيت. بينما والدته المسنه سدت أذنيها وأصيبت برهبة وقلق شديد، 
 والأطفال كذلك، فقد فاجأتهم اصوات الأبواق  العالية وأيقظتهم وهم نيام، وظهرت عليهم علامات الفزع ولم يستطيعوا العودة للنوم. 
   هذه حرب صماء يصعب فهم اتجاهاتها ، ولا أحد يستطيع التنبؤ بتداعيتها ونتائجها وقد تطول، وإذا ما استمر التعامل معها في السياق على هذا النحو فقد تصبح الصافرة  روتينا ربما لن  يحرك ساكنا غير التأثير النفسي على الفئة المذكورة وتكرار الصدمات النفسية الليلة التي أخذت تقض مضاعهم. 
  مرة أخرى نؤكد على ادراكنا جيدا لحرص الحكومة الشديد على سلامة المواطنين وابعادهم عن مخاطر الحرب الطائشة، لكن  لا بد من أخذ الآثار السلبية آنفة الذكر بعين الاعتبار، وإعادة النظر في أسلوب وتوقيتات التحذير وتطويره بصورة أفضل ليصبح آمنا، ويتوافق مع احوال الناس وطبيعة حياتهم، خاصة اولئك الذين تتطلب طبيعة عملهم  الحصول على ما يكفي من النوم ليلا للمغادرة إلى أعمالهم ووظائفم اليومية مبكرا،  وعدم التأثير على أدائهم الروتيني الحيوي، والنأي بهم عن أسباب تدني مستوى  العطاء والنشاط.