نبض البلد - "ثلاثية المجد" تأهل الأردن يهزّ القلوب قبل الملاعب
ولاء فخري العطابي
ثلاثة أهداف كانت كفيلة بأن تُشعل قلوب الأردنيين فرحًا وتُعلن للعالم أن النشامى قد كتبوا التاريخ. المنتخب الأردني "نشامى الملعب” انتصر على عُمان بثُلاثيّة نظيفة وحقق الحلم الذي طال انتظاره في قلوب أبناء هذا الوطن وهو التأهل رسميًّا إلى كأس العالم لتحجز مكانها في هذه النسخة، يا له من فخر! ويا لها من لحظة ستُخلّد في ذاكرة الأجيال.
الفرحة التي غمرت صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني والعائلة الهاشمية أجمع لم تكن سوى انعكاس صادق لما شعر به كل أردني وأردنية، في الداخل والخارج، فقد رأينا الطفل يرفع علم الأردن بفخر، والعائلات تخرج لتحتفل بهذا الإنجاز، والبيوت تتوشح بالأحمر والأسود والأبيض والأخضر، هذه هي اللحظات التي توحّد وتُجسّد أن هذا الوطن أكبر من كل التفاصيل.
هذا الفرح لم يأتِ من فراغ بل جاء نتيجة دعم متواصل وجهود صادقة وعزيمة رجال آمنوا بأن المستحيل ليس أردنيًّا. الإنجاز لا يولد في العتمة بل يحتاج إلى نور الدعم ودفء المساندة وصدق النوايا، ولولا هذا الالتفاف الوطني من القيادة والشعب لما وصلنا إلى هذه اللحظة التاريخية.
ولكن، هل نكتفي بالتصفيق؟ بالطبع لا. فكما اتحد المنتخب يجب أن تتحد قلوب أبناء هذا الوطن، نحن بحاجة إلى عقلية "الفريق الواحد” في كل مؤسساتنا، عقلية تُؤمن بأن الكفاءة هي الطريق، وأن العطاء هو المعيار، ولا بد أن تُفتح الأبواب أمام كل من يستحق، وأن يُمنح كل مجتهد فرصة حقيقية، بعيدًا عن الاعتبارات الخاصة والحسابات الشخصية. نعم للكفاءة.
النشامى كانوا يدًا واحدة، فحصدوا المجد، وكذلك موظفونا، ومعلمونا، وممرضونا، وعُمالنا، يستطيعون أن يصنعوا المعجزات حين يجدون من يساندهم بصدق من يقف إلى جانبهم بإيمان من يُقدرهم بلا حسابات شخصية.
فلنأخذ من انتصار المنتخب درسًا وطنيًّا: الإنجاز لا يُصنع إلا بالتكاتف والنجاح لا يُولد إلا من رحم العدل والإنصاف.
اليوم، نحتفل بفوز النشامى، ولكننا في ذات الوقت نُجدد الوعد لوطننا بأن نكون يدًا واحدة في كل الميادين.