نبض البلد - بقلم: د. شنكول
العيد ليس مجرد يومٍ في السنة نرتديه في ثياب جديدة ونبتهج فيه، بل هو مناسبة عميقة الجذور تتجذر فينا بذكرياته وعاداته التي تربط بين الأجيال. ونحن في هذا العيد، نُعيد الأمل في قلوبنا، ونُحيي الذكريات الطيبة التي تجمع بين شعبين، شعب العراق وشعب الأردن، في نسيج واحد يجسد أسمى معاني الأخوة والاحترام المتبادل.
العيد في الأردن يعكس في طقوسه قيم الكرم والضيافة، والعيد في العراق يزخر بتقاليد الفخر والعراقة، وهكذا، في كل مرة نحتفل معاً، نرى كيف أن الموروث الثقافي بين البلدين يشكل جسراً قوياً يوحد قلوبنا وعقولنا. في الأسواق الأردنية، تزين الألوان الجميلة محلات الحلويات والمكسرات، وفي بغداد تتناثر البهجة في الأرجاء مع نسمات العيد التي تحمل عبق التاريخ والجمال.
إن العيد في بلدينا ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو دعوة للتأمل في الموروثات الجميلة التي تجمعنا، وفي العلاقات التي لا تحدها الحدود، بل تتجاوزها إلى عمق إنساني عميق. نحن في الأردن والعراق نعيش نفس الهموم والتطلعات، ونحمل ذات الطموحات المستقبلية. نحن أبناء ثقافة واحدة، تربينا على ذات القيم الإنسانية التي تكرس الحب والسلام بيننا.
وفي هذا العيد، نتذكر معاً كيف أن كل لفة في الحياة كانت في يوم ما، تحمل شيئًا من الإرث الأردني العراقي المشترك. من الأغاني الشعبية التي نغنيها معاً في الأعياد، إلى مائدة الطعام التي تزينها الأطعمة التي تشترك بيننا في الطعم والرائحة. وكم هو جميل أن نرى العيد هذا العام، ونحن نحتفل سوياً، وتستمر هذه العلاقات التي تربط بيننا أكثر من أي وقت مضى.
أهنئكم جميعاً، أهلنا في الأردن ملكا وشعبا والعراق الأبي بقيادته الحكيمة، بعيد الأضحى المبارك، وأدعو الله أن يعيده عليكم بالخير واليُمن والبركات.
كل عام وأنتم بخير،
وعيدكم مبارك وكل عيد وأنتم أكثر اتحاداً ورسوخاً في محبة شعبينا.