انطلاقُ أعمال منتدى بلاد الشام والعراق في الجامعة الأردنيّة: سوريا الجديدة محور النقاش

نبض البلد -

انطلقت في الجامعة الأردنيّة اليوم، أعمالُ الجلسة الثانية لمنتدى بلاد الشام والعراق، الذي ينظّمه مركزُ الدراسات الاستراتيجيّة بالتعاون مع عدد من المراكز البحثيّة والمؤسّسات الإقليميّة والدوليّة، وذلك بحضور نخبةٍ من الخبراء والأكاديميين وصنّاع القرار من الأردنّ، سوريا، العراق، وبلدان أخرى.

ورعى افتتاحَ الجلسة نائبُ رئيس الجامعة الأردنيّة للشؤون الإداريّة والماليّة الدكتور زياد حوامدة، الذي رحّبَ بالمشاركين ونقلَ تحيّاتِ رئيس الجامعة، مؤكِّدًا أهميّةَ المنتدى في دعم جهود الاستقرار والتعاون الإقليميّ، وقال حوامدة: "إنَّ مركزَ الدراسات الاستراتيجيّة يُؤدّي دورًا محوريًّا في دراسةِ القضايا الإقليميّة وتقديمِ توصيات عمليّة لصنّاع القرار".

وافتتح الجلسةَ مديرُ مركز الدراسات الاستراتيجيّة الدكتور حسن المومني، بكلمةٍ شدّد فيها على أنَّ المنتدى ينسجمُ مع أهدافِ الجامعة الأردنيّة في تعزيز البحث العلميّ والحوار الإقليميّ البنّاء.

وأشار إلى أنَّ الجلسةَ تُعقد بعدَ جلسةٍ مغلقةٍ سابقةٍ أسفرت عن خطوات تأسيسيّة لمنتدى بلاد الشام، انطلقت أوّلَ مرّة من أربيل.

وركّزتِ الجلسة الأولى على محور: "سوريا الجديدة: محورٌ رئيسيٌّ لمنطقة بلاد الشام والعراق"، وأدارها رئيسُ مؤسّسة ميري الدكتور دلاور علاء الدين، بمشاركةِ عدد من الخبراء من داخلِ سوريا وخارجِها، من بينهم المديرُ التنفيذيُّ لمعهد عمران الدكتور عمار قحف، ومن المجلس الاستشاريّ النسائيّ للأمم المتّحدة زوزان علوش، ومن مركز الحوار الإنسانيّ الدكتور أحمد مهيدي، ومن منتدى الفكر العربيّ سعيد المصريّ.

وناقشَ المشاركون التحوّلاتِ السياسيّةَ والاجتماعيّةَ والاقتصاديّةَ في سوريا، وأثرَها على الإقليم، مؤكِّدين ضرورةَ بناء نموذج حوكمة لا مركزيّ يستوعب التنوّعَ السوريَّ، ويؤسّس لمرحلة انتقاليّة تضمنُ سيادةَ الدولة وتماسكَها.

وسلّطتِ النقاشاتُ الضوءَ على التحدّيات التي تواجه المناطقَ المختلفةَ في سوريا، خصوصًا شمالَ شرق البلاد، حيثُ شدّدت زوزان علوش على أنَّ "نماذج الحكم المركزيّ لم تعدْ قابلةً للتطبيق"، وأنًَ الحاجةَ باتت ملحّةً لحلول دستوريّة تضمن التعدديّةَ والتمثيلَ العادلَ.

من جهته، تحدَّث الدكتور أحمد مهيدي عن وجهاتِ نظر الأقليّات السوريّة، خصوصًا العلويّين والدروز، في ظلِّ المتغيّرات السياسيّة والأمنيّة، مشيرًا إلى "حالة القلق من الاستبعاد والشعور بعدم الأمان بعد سنوات من الصراع".

وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان: "الديناميكيّات السياسيّة والأمنيّة في الشرق الأوسط: أي مستقبل نريد؟"، وممثِّلُ مؤسّسة "كونراد أديناور" في الأردنّ التي أدارها إدموند راتكا، تمَّ التركيز على دور الفاعلين الخارجيّين في دعمِ الاستقرار، وإمكانيّةِ الانتقال من الصراع إلى التعاون.

وشارك في هذه الجلسة كلٌّ من الدكتور محمد أبو رمان مستشار أكاديميّ لمعهد السياسة والمجتمع، ومدير معهد عصام فارس جوزيف باحوط، ومدير مركز هورايزون إبراهيم دلالشة، والمستشار في إدارة الأزمات فولفغانغ مولبرغر، حيث ناقشوا سبلَ بناء إطار دائم للسلام يعزّز الترابطَ والثقةَ الإقليميّةَ.

واتّفق المتحدّثون على أنَّ المرحلةَ المقبلةَ تتطلّب مبادراتٍ محليّةً مدعومةً بدعم دوليّ، خاصّة بعد رفع بعض العقوبات عن سوريا، ممّا يفتح البابَ لإعادة الإعمار وتفعيل الاقتصاد، بشرط توفر بيئة سياسيّة وأمنيّة مستقرّة.

وأكّد منظمو المنتدى أنّ الهدف من هذه الفعاليّة هو دعمُ السلام والتعاون بين شعوب المنطقة، وتعزيزُ الحوار حول مستقبل سوريا ودورها المحوريّ في بلاد الشام والعراق. وقد أشار الدكتور دلاور مدير إحدى الجلسات، إلى أنّ "الوقت قد حان لإعادة البناء والتفكير المشترك في المستقبل"، مؤكّدًا أنَّ المنتدى يسعى لتقديم توصيات عمليّة تعزّز من فرصِ الاستقرار والتنمية في المنطقة.