رئيس الوزراء في الميدان التعليمي: علم واحد وهوية واحدة

نبض البلد -

أحمد الضرابعة

 

في أسلوب غير مألوف للإدارة الحكومية، يقود رئيس الوزراء د. جعفر حسان حكومته من الميدان، وليس الطاولة المستديرة، حيث يعتمد على التواصل المباشر مع المواطنين والمسؤولين، متجاوزًا الأساليب التقليدية التي تقوم على الاجتماعات المغلقة والتقارير المكتبية. النهج العملي لرئيس الوزراء يتيح له توفير قواعد بيانات متخمة بالمعطيات الواقعية المفصلة، وليس الاكتفاء بالعناوين أو التقارير الرسمية التي تُوضع على مكتبه، وهذا يرفع سقف التوقعات بأن تكون القرارات الحكومية أكثر دقة وملاءمة لاحتياجات المواطنين الفعلية.

 

في زياراته الميدانية المستمرة للمحافظات والألوية، يحرص رئيس الوزراء د. جعفر حسان على معاينة الواقع التعليمي عن كثب، حيث يتفقد الأبنية المدرسية ويستمع إلى احتياجات الطلبة، ويدوّن ملاحظاته في هذا الشأن، فهو يؤمن بأن نجاح رؤية التحديث الشامل يرتبط بنجاح العملية التعليمية كركيزة أساسية لبناء المستقبل، وهو ما أسفر عن إعلانه أمس خطةً للارتقاء بالمنظومة التعليمية خلال اجتماع عقده في وزارة التربية والتعليم، والتي تضمنت حزمة تحفيزية لدعم المعلمين، وزيادة عدد المدارس أو توسيعها، وتوفير بيئة مدرسية مناسبة للطلبة.

 

خطة الارتقاء بالمنظومة التعليمية تضمنت الكثير من التفاصيل الدقيقة التي أحسن رئيس الوزراء بالتركيز عليها، فقد أشار دولته إلى أحادية الهوية الوطنية الأردنية والعلم الأردني كرمز جامع يعكس وحدة المجتمع وتماسكه، وضرورة تعميم المنهج الوطني الذي يعكس قيم الأردن ومبادئه ورسالته في المدارس الحكومية والخاصة، وضرورة التزامها بالتربية الوطنية ضمن عملها.

 

يُسلّط رئيس الوزراء د. جعفر حسان الضوء على دور المدارس في التعبئة الوطنية؛ فالمؤسسات التعليمية ليست مجرد أماكن للتعلم الأكاديمي، بل هي ركائز أساسية في بناء الهوية الوطنية وتعزيز قيم المواطنة والانتماء، ومن خلالها يمكن تنشئة أجيال تؤمن بأهمية المشاركة الفاعلة وتدرك مسؤولياتها تجاه الوطن، ولذلك لا بد أن ينصب التركيز الحكومي على التأكد من تكامل المناهج المدرسية مع الأهداف الوطنية، لتعود مدارسنا في المركز والأطراف، مراكز إشعاع فكري وثقافي تضمن استدامة التنمية وتعزيز الهوية الوطنية الأردنية.