العقبة.. المنطقة الشمالية تتحول من حلم إلى واقع

نبض البلد -

دينا محادين

تشهد المنطقة الشمالية من مدينة العقبة حراكًا عمرانيًا واستثماريًا لافتًا، ضمن جهود استراتيجية تسعى لتحويل هذه المنطقة إلى نقطة جذب اقتصادية وسياحية متكاملة.

ويأتي هذا التوجه في إطار تنفيذ رؤية اقتصادية طموحة تتماشى مع التوجيهات الملكية بجعل العقبة مركزًا إقليميًا للاستثمار والخدمات واللوجستيات.

ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة توسعًا في القطاعات الطبية والعقارية والخدمية، دعا خبراء ومراقبون إلى تعزيز المشهد الاستثماري بإطلاق مشاريع ترفيهية متكاملة، تشمل مدن ألعاب، مطاعم، فنادق، ومنتزهات، لتوفير بيئة نابضة بالحياة وجاذبة للمواطنين والزوار على حد سواء.

قانون خاص وحوافز استثمارية

وتندرج عمليات التطوير ضمن الخطة الاستراتيجية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، التي تؤكد على تطبيق قانون المنطقة الخاصة بكافة مزاياه الاستثمارية على المشاريع في المنطقة الشمالية. ويهدف هذا التوجه إلى تحفيز بيئة الأعمال، واستقطاب استثمارات نوعية تواكب النمو السكاني والسياحي في المدينة.

بنية تحتية محفّزة واستثمار بالطاقة المتجددة

تشهد المنطقة حاليًا تنفيذ مشاريع بنية تحتية رئيسية تشمل شبكات طرق، صرف صحي، وتصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى حلول مبتكرة لمعالجة تحديات الطاقة. فقد أعلنت السلطة عن مشروع للطاقة المتجددة يبدأ بتوليد 20 ميجاواط سنويًا، وصولًا إلى 200 ميجاواط عند اكتماله، ما يخفف العبء عن المستثمرين ويرفع من كفاءة التشغيل.

منطقة صناعية ومنظومة لوجستية متكاملة

وتتضمن خطة التطوير أراضي مخصصة للاستثمارات الصناعية، تستفيد من قربها من الموانئ المتطورة في العقبة، والمدينة اللوجستية الحديثة. كما تشمل الخطة إنشاء مدن صناعية متخصصة وحاضنات أعمال للصناعات التحويلية، مما يتيح للمستثمرين فرصًا حقيقية في الصناعات ذات القيمة المضافة.

نهضة تنموية واستثمارات نوعية

ويرى خبراء أن المنطقة الشمالية أصبحت واقعًا استثماريًا بعد أن كانت حلمًا، وذلك بفضل التخطيط المشترك بين القطاعين العام والخاص. وأن هذه الرؤية الشمولية تسهم في مكافحة البطالة من خلال خلق فرص عمل مستدامة، وتنشيط الدورة الاقتصادية، وتحفيز بيئة الابتكار، خاصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة.

موقع استراتيجي ومشاريع واعدة

وتتمتع المنطقة بقربها من مطار الملك الحسين الدولي وأرض المعارض، إلى جانب مشاريع استراتيجية قيد الإنجاز، مثل مستشفى الجامعة الأردنية ومركز الحسين للسرطان، مما يعزز موقعها كمركز للسياحة العلاجية.

كما تحتضن المنطقة مشاريع نوعية تشمل مضمار العقبة الدولي لسباق السيارات الذي يعزز موقع الأردن على خارطة الرياضة العالمية، ويستقطب فعاليات دولية نوعية. ومتحف الطائرات التراثي الذي يمثل مشروعًا فريدًا من نوعه غرب المطار، ويعرض طائرات تراثية على مساحة 90 دونمًا. إضافة إلى مشروع إسطبل الخيول الذي يوفر بيئة متكاملة لعشاق رياضة الفروسية، تتضمن إسطبلات متطورة ومرافق تدريب وعناية صحية بالخيول.