نبض البلد -
أحمد الضرابعة
يعد اختيار الرئيس الأميركي ترامب للسعودية، وقطر والإمارات، لتكون محطاته في أول جولة خارجية له دلالة على الأهمية الاستراتيجية التي يوليها لهذه الدول والأولويات التي يُركز عليها في ولايته الرئاسية الثانية والتي تتمحور حول تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة. تُبرز هذه الزيارة مكانة الدول الخليجية التي يملك كل منها سياسته الخارجية الفعالة وتأثيره الملموس في القضايا الإقليمية والدولية، والأسواق العالمية
صحيح أن الرئيس الأميركي ترامب يبحث في جولته الخليجية عن مكاسب اقتصادية بالدرجة الأولى لكنه يُعيد بذلك تسليط الضوء على قدرة السعودية إلى جانب قطر والإمارات العربية المتحدة على اجتذابه إليها من خلال تقديم فرص استثمارية ضخمة وصفقات تجارية ذات منافع مزدوجة، حيث تتبادل واشنطن وكلاً من الرياض والدوحة وأبو ظبي المصالح في إطار شراكات استراتيجية تعزز النفوذ السياسي والاقتصادي لكل طرف
نتيجة للتحولات العميقة التي طالت سياساتها الداخلية والخارجية، أصبحت السعودية مركزاً للثقل العربي وتقوم بدور فعال في القضايا الإقليمية والدولية، حيث إن توظيفها الناجح لمواردها النفطية وتوجهها لعدم الاعتماد عليها، والاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والسياحة والطاقة المتجددة إلى جانب حرصها على تنويع شراكاتها الاستراتيجية مع دول ذات حضور متزايد في الساحة الدولية مثل الصين وروسيا والهند أتاح لها التأثير بقوة في مَجالي السياسة والاقتصاد، وهو ما أدى لبروزها كلاعب إقليمي لا يمكن تجاهله من المشهد الدولي
مع ذلك لن تكون الملفات الاقتصادية وحدها ما سيتم بحثه في اللقاءات الخليجية - الأميركية، ففي ظل وجود ملفات عربية عالقة مثل استمرار الحرب على قطاع غزة؛ العقوبات على سورية؛ الدولة الفلسطينية إلى جانب ملف النووي الإيراني وتأثيره على الأمن الإقليمي، لا بد أن تكون محوراً رئيسياً في المناقشات بين واشنطن والعواصم الخليجية الثلاثة لإيجاد حلول دبلوماسية وسياسية لهذه الملفات الشائكة، وهذا يصب في مصالح الأردن الذي يواصل جهوده لإنهاء الحرب على قطاع غزة وتطبيق حل الدولتين للقضية الفلسطينية، ويسعى لرفع العقوبات عن سورية وإعادة دمجها في المنظومة الإقليمية والدولية.
ولا بد من الإشارة إلى أن الأردن يعد حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية وتجمعه علاقات وثيقة بأشقاءه الخليجيين ويتعاون معها في قضايا مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي، وهو ما يعزز مكانته ودوره في صياغة السياسات الإقليمية، مستفيداً من موقعه الجغرافي وعلاقاته المتوازنة مع مختلف الأطراف