نبض البلد -
تحت شعار ( ستون عامًا من العطاء) واحتفاءً بيوبيلها الستينيّ، جاء انعقادُ اليوم العلميّ لكليّة العلوم في الجامعة الأردنيّة، الذي افتُتحت فعاليّاتُه برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، وبحضور الأساتذة نوّاب الرئيس، وعمداء الكليات وعدد من المسؤولين والأكاديميّين في الجامعة وطلبة الكليّة.
واتّخذت كليّةُ العلوم من يومِها العلميِّ الذي اشتمل على باقة متنوّعة من الأنشطةِ العلميّة والفعاليّاتِ الخارجيّة والتكريماتِ التي تليقُ بمسيرتها العريقة، محطّةً مضيئةً للاحتفاء بإنجازاتها التي سطّرتْها على امتدادِ مسيرتِها الأكاديميّة، وفي مجالات البحث العلميّ والتصنيفات المحليّة والعالميّة، وكذلك الأمر على صعيد البنية التحتيّة من تحديث للقاعاتِ التدريسيّةِ والمدرَّجاتِ والمرافقِ المتنوّعة.
وقال عبيدات لدى افتتاحه فعاليات اليوم العلمي: "جئنا اليومَ إلى هذه الكلّيّة التي أفاضَت على الجامعة تميّزًا وقوّةً وعطاءً، وقد حظِيَت بالإعجاب بعد ان أضحت بَوتقةً للفكرِ الإبداعيّ، ففيها تحقّقَت أحلامٌ حقيقيّةٌ مَنَحَتِ الثّقةَ لأجيالٍ وأجيال"، مشيرًا إلى أنّ الجامعةَ اليومَ تملك الكثير، وأوّا ما تملكُه هي عقولُ أساتذتها وطلبتها.
وأضاف عبيدات أنّ الجامعة ماضيةٌ في رحلتِها المذهلةِ، ومن حولها ثورةُ المعلومات التي لم تقتصر على المُختبراتِ والمكتباتِ والشّدركاتِ الناشئةِ والرقائق الزّرقاء، بل تعدَّت ذلك إلى المنازلِ وفي كلِّ مكان، مؤكّدًا أنّه لم يعد كافيًا أن نستغلَ الفرص فقط، بل لا بدَّ من أن نخلقَها، ونحن قادرون على أن نكونَ منتجين ومبدعين، وأن نوجّهَ هذا الإبداعَ في مسار الإنتاجيّة.
وأشار رئيسُ الجامعة إلى أنًنا نملكُ اليومَ المنصّاتِ التعليميَّةَ والتّدريبيَّةَ اللّامحدودة؛ لننبِشَ المحتوى التعليميَّ المُهترِئَ، والذي كانَ مناسبًا يومًا ما، لكنّه ما عاد مناسبًا اليوم، داعيًا أسرةَ الكليّة من أعضاء هيئة تدريسيّة وباحثين إلى التوصّلِ إليها، والبدءِ ببناء موادِّهم من جديدٍ فيها، حيثُ إنّ الفرصةَ أمامَهم لأن تكون الجامعة الأردنيّة مِثالًا لإنتاجِ المعرفةِ.
بدوره، أكّدَ عميد الكلية الدكتور محمود الجاغوب في كلمته أنّ إقامةَ اليوم العلميّ يأتي ضمنَ سلسلة الفعاليّات التي تعقدها الكليّةُ احتفاءً بستينيتها، وبإنجازاتها التي حقّقتها منذ تأسيسها في عام 1965، مستعرضًا بالأدلّة وبالحقائق وبالصور وبالأرقام ما يكشفُ عن تميّزها وريادتها ، ومؤكّدًا أنّ كليّةَ العلوم تعمل إلى جنب مختلف الكليّات على رفعةِ الجامعة الأردنيّة وتقدّمِها ووضعِها في مصافِّ الجامعات العالميّة.
وكشفَ الجاغوب عن إسهاماتِ أعضاء هيئة التدريس في الكليّة في مجال البحث العلميّ، حيثُ بلغ عددُ الأبحاث التي نتجَ عن أساتذتِها وباحثيها خلالَ السنوات الثلاثة الأخيرة (2022-2023-2024) ما مجموعُه (996) بحثًا، وإنّ 50% من هذه الأبحاث منشورةٌ في مجالات عالميّة، كما أنّ مجموعَ الاستشهادات في ذات الفترة بلغت (7500) استشهادٍ، وهو يشكّلُ ما يقارب 16% من استشهاداتِ الجامعة الأردنيّة، التي تقارب الـ (49) ألفَ استشهاد، مؤكّدًا أنّ حوافزَ النشر كانت من أهمِّ العوامل المشجّعة للتعمّق في مجال البحث العلميّ، حيثُ بلغ مجموعُها (148) ألفَ دينار، وبنسبة 16% من الحوافز التي صرفت في الجامعة.
وخلالَ حفل الافتتاح التي أدارت عرافتَه مساعدُ العميد لشؤون التدريب والخرّيجين الدكتورة ولاء التميمي، جرى عرضُ فيديو قصير لتسليط الضوء على الجهود المتكاملة لفريق الإعداد الوظيفيّ في مختلف أقسام الكليّة، مبيّنًا التغيّرَ الجذريَّ والتحوّلَ النوعيَّ في إعداد طلبة الكليّة وظيفيًّا، وذلك ضمن رؤيةِ الجامعة الرامية إلى تخريج طلاب متميّزين، يمتلكون المهاراتِ والخبراتِ التي تفوق توقّعاتِ سوق العمل، وتتماشى مع متطلّباتٍ كبرى المراكز البحثيّة والجامعات العالميّة.
كما قدّم عددٌ من طلبة الكليّة المتوقَّع تخرّجُهم تجربتَهم الثريّةَ خلال انخراطهم في برنامج الإعداد الوظيفيّ، وما اكتسبوه من خبرة وفائدة ومهارات تدريبيّة تمكّنهم من ربط الجانب النظريّ بالتطبيق العمليّ، والدخول في معترك سوق العمل عن كفاءة وثقة واقتدار.
وعقبَ حفل الافتتاح، جالَ عبيدات يرافقُه نوّابُه وعميدُ كليّة العلوم ونخبةٌ من الحضور، في مختلف الفعاليّات العلميّة الخارجيّة التي تخلّلت اليوم الطبيّ المجانيّ لكليّة العلوم، وأُقيمت أمامَ مبنى الكليّة بمشاركة عدد من الجمعيّات العلميّة والمختبرات الطبيّة والشركات المتخصّصة، لعرض ما تقدّمه من دعم للطلبة والباحثين، ومن خدمات للمجتمع المحليّ، إلى جانب مشاركة الطلبة في مختلف الأقسام ببحوثهم العلميّة وتجاربهم المختبريّة.
كما افتتح الجاغوب مندوبًا عن رئيس الجامعة، قاعةً للندوات في مبنى الكليّة، تمَّ استحداثُها وتجهيزُها بتبرّع سخيّ بلغت قيمتُه (5000) دينارٍ مقدّمٍ من شركة ( analytical one analytical one ) وممثّلة بالسادة: حمزة رحمة، ومروة حمزة.