نبض البلد -
الصرايرة: اختراق شريحة الهاتف أقل شيوعًا في الأردن بسبب أنظمة الحماية القوية
قواقزة: من خمسة إلى خمسين دينارًا غرامة الاحتيال الإلكتروني في الأردن
الأنباط - آية شرف الدين
في ظل التطور السريع للتكنولوجيا الرقمية، تزايدت التهديدات الإلكترونية بطرق مبتكرة وخطيرة، ومن بين هذه الأساليب ما يعرف بـِ"الهندسة الاجتماعية"، التي تستغل تقنيات الذكاء الاصطناعي لتزوير الأصوات بهدف الاحتيال وسرقة الحسابات الشخصية والبطاقات الائتمانية عن طريق أساليب خداعية كثيرة منتشرة بشكل كبير في المجتمع.
وأكد خبراء أن المحتالين قد يلجأون لمحاولة اختراق شريحة الهاتف أو استنساخها للوصول الكامل لحسابات الضحايا، لكن هذه المحاولات أقل شيوعًا في الأردن بفضل أنظمة الحماية القوية التي تعتمدها شركات الاتصالات المحلية.
وشدد الخبراء على ضرورة الحرص على المعلومات الشخصية والحاسب الشخصي وذلك بوضع برامج الحماية المناسبة والتبليغ المباشرة لوحدة مكافحة الجرائم الاكترونية في حال الشك بأي محاولة اختراق.
وقال خبير تطوير التكنولوجيا الرقمية المهندس أحمد الصرايرة لـِ"الأنباط" أن أساليب الاحتيال الصوتي باستخدام الذكاء الاصطناعي تتمثل بتقنيات مثل "استنساخ الصوت (Voice Cloning) و”التزييف العميق (Deep Fake Audio) لخداع الضحايا، موضحًا أن العملية تبدأ بجمع عينات صوتية من الضحية لذلك قد تكون من رسائل صوتية عبر تطبيقات مثل واتساب أو منشورات فيديو على فيسبوك أو تيك توك.
وأضاف الصرايرة أن الحصول على مقطع صوتي لا يتجاوز 10 ثوان كافٍ لتوليد نسخة مطابقة تقريبًا لصوت الشخص باستخدام أدوات متاحة مثل Resemble AI وPlayHT وDescript، والتي تنتج أصواتًا تحاكي الصوت البشري بنسبة تصل إلى 90%.
وتابع الصرايرة أن المخترقين يستغلون هذه التقنية لإرسال رسائل صوتية مزيفة للأصدقاء أو الأقارب، يطلبون فيها معلومات حساسة مثل رموز التحقق (OTP) أو تفاصيل البطاقات البنكية وحذر من أن مثل هذه الرسائل قد تبدو حقيقية للغاية نظرًا لتطابق الصوت مما يجعل كشفها صعبًا على غير المتخصصين.
وأضاف أن المحتالين قد يلجأون أيضًا إلى محاولة اختراق شرائح الهاتف (SIM Swapping) أو استنساخها للحصول على وصول كامل لحسابات الضحايا، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات أقل شيوعًا في الأردن بفضل أنظمة الحماية القوية التي تعتمدها شركات الاتصالات المحلية.
وقدم الصرايرة عدة نصائح للحماية من أبرزها استخدام التحقق بخطوتين (Two-Step Verification) على تطبيقات المراسلة مثل واتساب لضمان أمان الحساب، وتجنب مشاركة رموز التحقق (OTP) أو أي معلومات حساسة عبر الهاتف، موجهًا إلى التحقق دائما من هوية الشخص قبل إرسال أي مبالغ مالية حتى لو كانت الرسالة الصوتية تبدو حقيقية.
وشدد على ضرورة الابتعاد عن استخدام الحالات (Status) على واتساب حيث يستخدمها المحتالون لجمع المعلومات عن الضحايا وأصدقائهم،و مراجعة الأجهزة المرتبطة بالحسابات بانتظام والتأكد من عدم وجود أي جهاز غير معروف متصل بالحساب، مضيفًا استخدام بطاقات مدفوعة مسبقًا (Prepaid Cards) للشراء عبر الإنترنت بدلًا من البطاقات البنكية الأساسية.
وأكد على ضرورة التعامل بحذر مع التكنولوجيا، وعدم الوثوق المطلق بالتطبيقات والمنصات الرقمية.
والاحتيال الإلكتروني يتمثل باستغلال الإنترنت والتطبيقات المنتشرة حول العالم والوصول للضحية من خلال بعض الرسائل التي تساهم في جذب المستخدم لهذه الوسائل وبالتالي الإيقاع بالضحايا وسرقة الحسابات الإلكترونية أو الائتمانية، بحسب المستشار القانوني المحامي شهم قواقزة.
وأشار قواقزة إلى ظهور العديد من المواقع الإلكترونية الوهمية والتي أساس إنشائها الاستيلاء على أموال الناس بخادعهم وتضليلهم من خلال هذه المواقع، حيثُ تمكن المجرمين من استغلال الضحايا بالدخول بصفقات مشبوهة واستغلال الوضع المادي للمجني عليهم لإجراء بعض المعاملات الإلكترونية دون رضاهم.
وبين قواقزة أن المادة 417 من قانون العقوبات تنص على على أن الاحتيال الإلكتروني هو "كل من حمل الغير على تسليمه مالًا منقولًا أو غير منقول أو أسنادًا تتضمن تعهدًا أو إبراء فاستولى عليها"، موضحًا الأركان التي يجب توفرها لتكيف الجريمة على أنها جريمة احتيال إلكتروني ومنها استعمال طرق احتيالية من شانها إيهام المجني عليه والتصرف في مال منقول أو غير منقول وهو يعلم أن ليس له حق التصرف فيه ، بالإضافة باتخاذه اسم كاذب أو صفة غير صحيحة.
وفي السياق، أكد قواقزة أن عقوبة الاحتيال الإلكتروني في قانون العقوبات الأردني بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من خمسة دنانير إلى خمسين دينارًا، لافتًا أن الجهة الرقابية المسؤولة على مرتكبي جريمة الاحتيال الإلكتروني هي (وحدة مكافحة الجرائم الاكترونية) التابعه لجهاز الأمن العام.
وفيما يتعلق بالنصائح للوقاية من الجرائم الإلكترونية، بين قواقزة ضرورة وضع رقم سري بشكل مطابق للمواصفات الجيدة ويحتوي على أكثر من ثمانية أحرف، بالإضافة أن يكون متنوع من الحروف والرموز واللغات
ولفت إلى أهمية تجنب فتح أي رسالة إلكترونية مجهولة المصدر بل المسارعة إلى إلغائها وأخذ الحيطة والحذر وعدم تصديق كل ما يصدر من إعلانات والتأكد عن طريق محركات البحث الشهيرة.
وأكد ضرورة الحرص على المعلومات الشخصية والحاسب الشخصي وذلك بوضع برامج الحماية المناسبة و بما فيه تبليغ مباشر لوحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في حال الشك عن أي محاولة إختراق.
ووجهت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أمس عدة نصائح للمواطنين لتفادي الوقوع بفخ المحتالين، وحول أبرز النصائح المتعلقة بأساليب الوقاية على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تطبيق واتساب، أوضحت أن من أهمها تجنّب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر الشبكات اللاسلكية المفتوحة والعامة (دون كلمات مرور) قدر الإمكان، مع الحرص على استخدام الشبكات الآمنة والمعروفة فقط، وضبط إعدادات الخصوصية، وتفعيل خصائص الموقع الجغرافي والميكروفون عند الحاجة فقط، وإيقافها بعد الانتهاء من استخدامها.
وشدّدت على أهمية التحقق من مصدر الروابط المُرسلة، وتجنّب النقر عليها في حال كانت مجهولة المصدر أو من جهات ليست ضمن قائمة جهات الاتصال، بالإضافة إلى حظر الجهات المجهولة التي ترسل رسائل متكررة أو تحاول الاتصال عبر الإنترنت من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي.