نبض البلد - الاردن ... لن يثنينا !!!
د. حازم قشوع
لن تثني الاردن هذه الهجمات المشبوهة عن المضى قدما من إغاثة الشعب الفلسطيني فى غزة القطاع كما فى القدس والضفة، ولن يثني الاردن هذه الاسقاطات / السقطات المبيته سياسيا والمحموله اعلاميا كما الاسفار عن موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، وهو الموقف المناصر للقانون الدولي والإنساني فإن القضية الفلسطينية هى قضية الشعب الاردني المركزية كما هي قضية الهاشميين الاساسية، وهذا ما يجعلها تشكل عند كل الاردنين قضية للدفاع المشترك ووحدة المصير وحال لسان الأردنيين يقول لن يثنينا.
فان تصفية القضية الفلسطينية وفق قرار احادي ونماذج عسكرية سيبقى يرفضه الاردن شعبا وقيادة، وان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أعمال وحشية هي جرائم حرب ضد الإنسانية كما مسألة الحصار بالتجويع لغايات الترحيل أو التهجير يجدها الاردن من جرائم الحرب المرفوضة من كل القيم الانسانية والاعراف الدولية، وهذا ما يستدعي من الجميع ان يقول لن يثنينا.
ولن تثنى الاردن هذه الهجمات الممنهجة السياسية الاعلامية عن ابعاد الاردن عن قيادته لمساره الداعم للشعب الفلسطيني وإسناده بكل الطرق والوسائل التي يمكن أن يقدمها على الصعيد السياسي والدبلوماسي كما على المستوى الإنساني والإغاثي، وهو ما تميز به الأردن طيلة فترة حرب غزة ومازال يمضى قدما فى بناء جملة إغاثة فوق جمله دعم ونصرة ويقول لن يثنينا.
ان الاردن الذي تم تعميده دوليا مركزا لإغاثة فلسطين، وأصبح يشكل محطة مركزية وحيدة قادرة على إرسال المعونات الاغاثية برا وجوا، وهو ما يعمل عليه الاردن ضمن نطاق أممي ينوب فيه عن الأسرة الدولية لإيصال المساعدات الاغاثية فان اجتزاء جمله نقل من هنا أو جملة دعم من هنالك يجده المراقبين والمتابعين على حد سواء كمن يقول "ويل للمصلين" دون بيان ما قبلها أو تكملة ما بعدها، فإن الاردن لم يقم بتقديم مساعدات اغاثية فحسب بل قام قائده الملك وحتى الاميرة سلمي بالمشاركة في أرض المعركة عندما قال الملك بمضمون عبارة "لا أغلى من سلمى إلا غزة"، وذلك برسالة مدوية كانت تقول لن تثنينا الحرب ولا ظروفها من إيصال ما يمكن إيصاله وأن مسألة دعم الطاقم الناقل الذي يقوم بدور إنساني نيابة عن المجتمع الدولي كان وما زال يجده الاردن امر عادي، لكن محاولات تشويه الصورة وتسويف المنهجية أو تزييف الحقيقه يجده الأردن أمر مستهجن وهو ما يتم عبر معادلة التباين المعرفي الأمر الذي يجعل من الاردنيين جميعا كما العرب يقولون ... لن يثنينا.
ولقد قمت ببيان ذلك عبر كتاب وثق المواقف الاردنية على الصعيد الرسمي والشعبي وعلى المستوى الدبلوماسي والإغاثي في كل يوم من أيام العدوان على غزة حمل عنوان "الأردن وحرب غزة "، وهو الكتاب الذى يجلى بالبرهان والإثبات ما هى المواقف التى يقف عليها الأردن وما هي العناوين التي قادها على كافة الاصعدة، وكم تحمل الأردن من أعباء نتيجة موقفه الصلب والثابت مع فلسطين الهوية والقضية، وأن أية محاولات لتشويه الموقف الاردني لكى يحيد الاردن عن موقفه الداعم والإسناد لفلسطين سيبقى تجاهه بشعار يحمل جملة وبيان نردده جميع بقول ... لن يثنينا.