اشتباكات وتدخلات خارجية تهدد استقرار الجنوب السوري

نبض البلد -

أبو حمدان: الفيديو الذي أشعل التوترات مفبرك

الأنباط - محمد شاهين

تعيش الساحة السورية تطورات متسارعة، تجاوزت تشكيل الحكومة الجديدة، إلى تصعيد أمني واسع النطاق شمل مناطق جرمانا، صحنايا، والسويداء، وسط تدخلات إسرائيلية وتوترات طائفية غير مسبوقة.
وبحسب ما كشفه المهندس زياد أبو حمدان، عضو اللقاء التشاوري في السويداء وعضو مؤتمر الحوار السوري، في حديثه لبرنامج قراءة المشهد على شاشة الأنباط، فإن التوتر بدأ في منطقة جرمانا نتيجة تحركات مسلحة لفصائل يُعتقد أنها على صلة بهيئة تحرير الشام، حيث قامت هذه المجموعات بإنشاء حواجز ومهاجمة عناصر أمنية محلية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة خلفت ضحايا من الجانبين.
وأضاف أن "الوضع تطور بسرعة نتيجة ردة الفعل من سكان جرمانا والأجهزة الأمنية، ما استدعى تعزيزات من دمشق، ليتم لاحقًا احتواء الموقف عبر مفاوضات انتهت بتسليم الأسلحة والمطلوبين".

الانتقال إلى صحنايا.. بسبب تسجيل مفبرك

وحول انتقال التوتر إلى صحنايا، أشار أبو حمدان إلى أن فيديو مفبرك يُظهر إساءة للنبي محمد (ص) نُسب زورًا لأحد مشايخ الدروز، تسبب في إثارة النعرات الطائفية، "لتشتعل الأمور مجددًا بهجوم مسلح على صحنايا، انتهى أيضًا بتدخل الدولة وقيادات دينية واجتماعية من السويداء".
غير أن الحادثة لم تُغلق نهائيًا، حيث شهدت صحنايا في اليوم التالي جريمة قتل غامضة طالت رئيس البلدية وابنه، "ما يُظهر وجود أطراف تحاول خلط الأوراق وضرب الاستقرار"، على حد قوله.

إسرائيل تدخل على الخط وتنفذ ضربات جوية

أبو حمدان أكد أن إسرائيل تدخلت عسكريًا في توقيت دقيق، عبر ضربات جوية طالت عدة مواقع، ما اعتُبر ردًا غير مباشر على تصاعد التوتر في السويداء ومحيطها، ونفى أن تكون هذه الضربات "دعمًا للدروز"، معتبرًا أنها تهدف فقط لخدمة مصالح إسرائيل الاستراتيجية.

زيارة جنبلاط لسوريا.. ومحاولة لاحتواء التوتر

في سياق احتواء الأزمة، زار الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط دمشق، في زيارة قال أبو حمدان إنها "جاءت بالتنسيق مع القيادة السورية، وأسفرت عن نتائج إيجابية"، تمثلت بتوقيع اتفاق مع وجهاء السويداء والمشايخ لوقف التوتر وتهدئة الوضع.
وشدد على أن هذا الاتفاق حظي بدعم المشايخ الثلاثة، بمن فيهم الشيخ حكمت الهجري الذي أصدر بيانًا رسميًا يؤكد التزامه به، نافيًا ما كان يُشاع سابقًا عن رفضه للتعاون مع الدولة.

اتهامات لتدخلات خارجية ودعوات للحوار

وردًا على تساؤلات حول دلالات توقيت التصعيد، اعتبر أبو حمدان أن ما جرى يعود لأسباب داخلية تتعلق بجهود الدولة لبسط الأمن، وخارجية مرتبطة بردود على نجاحات دبلوماسية للحكومة السورية في الخارج، كما أشار إلى "دور تركي إسرائيلي بغطاء أمريكي" لتأجيج الوضع.

موقف الجيش والحكومة الجديدة

وعن أداء وزارة الدفاع في ظل هذه الأحداث، دعا أبو حمدان الحكومة الجديدة للاستفادة من الضباط المنشقين ذوي الخبرة، وعدم حصر التعيينات بلون سياسي أو طائفي معين، وأضاف أن الحكومة ورغم التحديات التنظيمية، "تعاطت بجدية لحل الأزمة".

الدعوة إلى نزع السلاح والدمج المؤسسي

ختم أبو حمدان حديثه بدعوة لدمج الفصائل المسلحة في السويداء ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، والعمل على حلّ النزاعات بالحوار لا بالسلاح، مؤكدًا أنه "عندما يتسع حضن الدولة، يضيق حضن الطائفة"، في إشارة إلى أهمية الوحدة الوطنية ورفض الخطابات الطائفية.