الملكة رانيا ..حضور إعلامي عالمي مفعم بالإنسانية وبوصلة حق لا تتوه

نبض البلد -


أ.د. خلف الطاهات

عندما تتحدث جلالة الملكة رانيا العبدالله، تنطلق أصداء تأثيرها عبر العالم، فهي ليست مجرد شخصية رفيعة المستوى في الأردن، بل هي صوت يمثل الضمير الإنساني الحي بالعالم، هذا الضمير الذي بدا يغيب عن معاناة الشعب الفلسطيني وسط التحديات العديدة التي يواجهها في حرب وصفتها جلالتها بالإبادة من خلال التجويع.

 مقابلة جلالتها الخميس الماضي من نيويورك مع الإعلامية الأمريكية جوي ريد على قناة MSNBC ليست المرة الأولى التي تخاطب الملكة رانيا الضمير الإنساني العالمي إزاء ما يجري في غزة، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي  وبالإضافة للمقابلة الأخيرة مع MSNBC اجرت جلالتها ثلاث مقابلات تلفزيونية مع ال CNN ومع اشهر مذيعي القناة الأكثر تأثيرا في الساحة الامريكية والعالمية، كما كتبت مقالا صحفيا عشية أعياد الميلاد في بيت لحم نشرته الواشنطن بوست، في هذه المقابلات حاولت جلالتها خلق "تأثير" وحشد الدعم ومناصرة الحقيقة حتى لا تصيح معاناة اهل غزة على الهامش في زمن تتسارع تطوراته وتتقلب احداثه، فيطوي الحديث القديم بلا رجعه. 

فالملكة رانيا التي تكرر دوما مقولة "للحقيقة علينا حق ان نجدها وننشرها" وكذلك مقولتها " الحقيقة بتستاهل..أنفقوا من وقتكم البحث في سبيلها" لذا لا غرابة ان نجد الملكة رانيا لا تضيع فرصة للاشتباك الإيجابي مع الراي العام الدولي وتكريس كل فرصة سانحة عبر منابر إعلامية دولية لها حضور واسع وجمهور مستمع ومشاهد لمحتواها بان تكون لسان الحق العربي الفلسطيني وصوت للرسالة والنهج الأردني الداعي لوقف الحرب على غزة بأسرع وقت ممكن، فالملكة رانيا تنفق من وقتها الثمين ومن برنامجها اليومي في سبيل إيصال الحقيقة عن واقع معانة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من معاناة ومأساة ومحاولات اسرائيلية لجعل القضية الفلسطينية في الهامش.  

تكمن أهمية مقابلات الملكة رانيا من حضورها الراقي والمتقبل دوليا، ومن لغة المقابلات التي تصل لأكبر شريحة من الجمهور الناطق بالإنجليزية، ومن طبيعة القنوات التلفزيونية الأكثر حضورا في الساحة الإعلامية الدولية، فالملكة رانيا تعتبر من أبرز المدافعين عن القضايا الإنسانية على المستوى الدولي، مثل التعليم، والصحة، وحقوق المرأة والأطفال. وحضورها في المحافل الدولية يسمح لها بتسليط الضوء على هذه القضايا وجذب الاهتمام والدعم لها من قبل المجتمع الدولي. وبالتالي توفر هذه المقابلات التلفزيونية مخزون معلوماتي واسع للتعريف بالظروف الصعبة التي يعيشها اهل غزة. فعبر تلك الظروف والقصص الإنسانية التي تُشاركها الملكة رانيا، يتسنى للعالم فهم أعمق لمأساة الشعب الفلسطيني.

وبوصفها شخصية عالمية محترمة، تستطيع الملكة رانيا من خلال هذه المقابلات وفهمها العميق لواقع الشرق الأوسط ومستلهمة نهج ومضمون رسالة عمان أن تلعب دوراً هاماً في تعزيز السلام والتسامح بين الثقافات والديانات المختلفة. فتفاعلها مع القضايا الإنسانية يساهم في تعزيز الفهم المتبادل وتقبل الآخر، مما يسهم في خلق بيئة أكثر سلاماً واستقراراً على الصعيدين الوطني والدولي. كما تساهم مقابلاتها في تعزيز الوعي الدولي والدعم لقضية الفلسطينيين، حيث تصل رسالة الإنسانية والعدالة التي تنطلق منها لأفق أوسع من المتلقين، بما في ذلك السياسيين والمسؤولين الدوليين والمجتمع الدولي بأسره.

بالتالي، يمكن القول إن المقابلات الصحفية التي تُجريها جلالة الملكة رانيا مع الإعلام الأجنبي والقنوات الأمريكية المؤثرة تلعب دورًا بارزًا في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وأهل غزة، وتعزيز الوعي الدولي بحقوقهم وحاجاتهم، وهو ما يمكن أن يساهم في تحقيق التقدم نحو تحقيق السلام والعدالة في المنطقة.  كما يعتبر حضور الملكة رانيا في المحافل الدولية وشخصيتها القيادية داعماً للدور الأردني والإنساني على الساحة العالمية، ومساهماً في تعزيز السلام والتنمية المستدامة والتسامح الثقافي.

مقابلات جلالتها الإعلامية مع القنوات الامريكية والغربية هي فرصة للتواصل والحوار الإنساني غير مكبل بالقيود ولا الحواجز الفكرية، كما انها فرصة لتذكير العالم بأكبر معاناة إنسانية حديثة و حتى لا تبقى القضية الفلسطينية على الهامش، هي صرخات ام لأطفال تعلموا على الحق والفضيلة، وهي وزوجة ملك هاشمي يواصل الليل بالنهار لنصرة حق الاهل في فلسطين من الظلم والمعاناة..لا تغيب كثيرا الملكة رانيا عن المشهد الإعلامي العالمي لتُبقي بوصلة الحق والحقيقة باتجاه فلسطين. 

Khalaf.tahat@yahoo.com