لطيفة محمد حسيب القاضي

معوقات الفكر العربي.

نبض البلد -

إن غياب النسق الفلسفي أدى إلى العجز عن إنتاج مدارس فلسفية لأن الفكر العربي حذي حذو الفكر الغربي، وعدم اهتمام بعض المفكرين بالقيمة النهضوية التقدمية أدى إلى غياب الاستقلال الفلسفي للفكر العربي، فعمل العرب على استيراد الحلول الجاهزة للمشكلات من الغرب وقاموا بإهمال المنظومة التربوي ،وتعثرت بذلك العقلانية والمسألة النقدية لمعظم القضايا.
يعيش العرب في ذاكرة الماضي أكثر من التطلع لبناء مستقبلهم وتقدمهم، وعندما جاء الأوربي شكَّل دورًا حقيقيًا في خلق التأثيرات الفكرية والسياسية، ونتيجة لذلك ظهرت مواقف سلفية لاستعادة الماضي ووقف النموذج الغربي.
أدت الازدواجية الفكرية إلى خروج نوعين من المثقفين، مثقف يحلم بتغيير متمدن يساير التقدم والتطور، وآخر صَقل نفسه بثقافة المقاومة وثقافة الغرب المستعمر.
لقد أخرج النموذج الغربي تركيبات معقدة وفكر جامد متحجر، ومن خلال هذه الازدواجية ظهرت شعارات كثيرة مثل المناداة بالقومية العربية وفصل الدين عن الدولة وشعار العودة إلى الإسلام وغيرها.
إن الفكر العربي يواجه الحاضر بالماضي، والعلاقة بين الغرب والعرب علاقة تبعية وغير متكافئة، وقد أدى ذلك إلى إعادة هيكلة العرب للفكر العربي ما بين الماضي والحاضر بنظرة واقعية، مع مراعاة خصوصيته العربية من أجل بناء مشروعه الحضاري.
وقد نتج عن ذلك عملية تثاقف غير متبادلة، فهي من جانب واحد.
كل هذا وذاك جعل كلًا من الفكر والمثقف العربي في أزمة دائمة ومزمنة.