فى العدوان الثلاثي على غزة !!!

نبض البلد -
لا اعلم على اية أرضية تقوم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة المشاركة بالعدوان على غزة، مع أن بيت القرار القطبي الذى عقد فى سان فرانسيسكو اكد ان المعارك الدائرة في غزة هي بحدود العمليات المحدودة وليست بالحرب العالمية المفتوحة، وأما إذا كانت هذه الارضيه تأتي من باب إطلاق سراح الأسرى في غزة من مزدوجي الجسنيه وهم عسكريين إسرائيليين، فإن على لندن وواشنطن اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين هم بالالاف والمئات ويحملون ذات الجنسيات فى سجون الاحتلال الاسرائيلي، وبهذا يتم انهاء هذا الملف بطريقة تبادلية سلمية وليس عبر مشاركة ميدانية فى ساحات القتال.
 
 إلا اذا كانت أبعاد مشاركه لندن وواشنطن بهذه الحرب لها ابعاد اخرى غير تلك المعلنة والتى تتمثل كما يستخلص بضبط ايقاع (دولة اسرائيل)، لتكون دائما بحاجة للرعايه الانجلوسكسونيه المنضبطه فى اطار القياس المفروض عليها كما هو المفروض على غيرها من الدول الوظيفية في المنطقة من وحي اعتبار المقاومة الفلسطينية فى غزة هى اداة التحقيق لهذا السيناريو الباطني الكامن ورائها لحين بيان النتيجه بالدلائل والبرهان.
 
فلا يوجد مبرر او حتى دافع يجعل من لندن وواشنطن تقوم بهذه المشاركة غير الانسانية بالقانون الدولي والقيام بالعدوان ضد قطاع غزة الأعزل بالمفهوم العسكري، بالمقارنة لما تمتلكه هذه القوات الجيواستراتيجية من الة عسكرية سوى انها تريد تعميم سياسيه واقعها فى غزة ورسالتها تطال الجميع بما فى ذلك اسرائيل من دول المنطقة من معادلة لا يوجد (كبير) على المقياس المفروضة، فالكل له سقف وعلى الجميع التقيد بنظام الضوابط والدور الوظيفي الذي يقف عليه وإلا فإن النتيجة ستكون نموذج وحل غزة.
 
وحتى تظهر الدلائل ما يراد  بيانه عبر هذا الاستنتاج فإن علينا قراءة جوله مجلس الأمن حول وقف اطلاق النار التي قوبلت بالفيتو الامريكي والتحفظ البريطاني بهذا الشأن، والتى اظهرت ان العدوان على غزة يجب أن يستمر من منظور أمريكي مع أن "القسام"  في الإطار الفلسطيني الجامع يمكن إدخالها في الإطار السياسي العام، الذي بدوره قادر على ايجاد حل يستند للقرارات الأممية مع اسرائيل وتحقيق حال معايشة سلمية من المفترض أن تكون عناوين المشهد وليست بيانه، بما يجعله يجيب على كل النقاط المطروحة فيما  يتعلق منها بضمانه الحمايه لإسرائيل او الاخرى المتعلقة بعملية  تبادل الاسرى من دون الانزلاق في وحل المواجهة الشاملة، الا ان درجة المواصلة فى التصعيد يبدوا ان مركزه واشنطن وليس تل أبيب ..... وهنا تضع علامات استفسار كبيرة حول الدوافع الكامنة وراء حالة التصعيد التي تجاوزت كل القوانين والأعراف الدولية وحتى الإنسانية، فالموضوع ليس غزه ولا حتى الضفة لكنه يحمل رسالة للجميع وعلى الجميع ...... وهنا نتحدث عن المنطقة بكل أنظمتها وعناوينها.
 
وهذا ما يقودنا لاستخلاص اخر مفادة يقول ان هناك محاولة لتغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة بإدخال الجميع في دوامة ما يحدث من عدوان على الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس كما فى غزة، وأن درجة الاستهداف تطال مصر عبر سيناء ولبنان عبر الجنوب وسوريا عبر الجولان وبالتالي الأردن عبر الضفة عبر أدوات التهجير القسرى أو الطوعي، وهو السبب الذى جعل من المنظومة المحيطة فى موقع الاشتباك بقطاع غزة تقف موقف "الحياد العسكري والمقاوم السياسي والمساعد الانساني"،  ذلك لأن ما يحدث في قطاع غزة من أحداث يحتاج الى درجة تعقل وليس لحالة اندفاع وراء عاطفة، وإن كانت درجة التعقل هذه لها حدود وهو ما عبر عنه الموقف المصرى بعدما وصلت الحشود تحت وطأة القصف والترويع الى رفح الفلسطينية.
 
وأما الاستخلاص الثالث وهو البيان الذى يجعل من ميزان حركة الحواضن غير فاعلة تجاه العدوان على غزة، فإنها تقوم على ثلاث محددات رئيسية الأول - يتمثل فى عنوان تيار حماس الداعم الذى تمثله قطر وتركيا والذى لم يستطع تحقيق جملة بيان داعمة بمفهوم الحماية النوعية على الرغم من دعمه الموصول بالمال والإعلام، اضافة الى موقف المحور المقاوم الذي تمثله ايران والذى يخضع لحسابات اخرى حماس ليست جزءا عضويا منها لاعتبارات مذهبية. أما المحدد الثاني - وهو مسألة اعتبار قطاع غزة ورقة مقايضة مع أوكرانيا فى بعد الحماية النوعية من المنظور الروسي صاحب النفوذ المناوئة للولايات المتحدة في المنطقة. واما المحدد الثالث - فانه يتمثل برفض الانظمه المحيطة بقبول المد الاخواني كجزء من السياق العام لانظمة المنطقة وان كانت كتائب "القسام"  يجب ان ينظر اليها من منظور خاص لاعتبارات نضالية تستحقها.
 
 
 
وهى الثلاث محددات التى جعلت من حواضن المقاومة الفلسطينية في غزة غير فاعله على الرغم من البطولات الاستثنائية التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية في العامل الذاتي على طول خطوط المواجهة العسكرية والإعلامية والتفاوضية وحتى السياسية منها بالقياس العام.
 
وهو العامل الذي بقي يعمل وحيدا لتحقيق نصر "الصمود والبقاء" في ظل مشهد سياسي بالغ الدقة، والذي ينتظر أن تحمل نتائجه جمل سياسية عديدة على مسرح الأحداث فى حال صموده الى حين تسييل درجة الصمود الاسطوري الذى تحملها القسام وعناوين المقاومة الأخرى إلى تغيير في مواقف الدولة الحاضنة عبر تغيير يطال منازل المواقف لتكون مشاركه وفاعله بالميدان كما فى بيان الموقف العام.
 
                                 د.حازم قشوع