قمة بغداد ترسم خارطة علاقات جديدة لدول المنطقة

نبض البلد -

فارس عجيلات

بداية، لا بد ان نؤكد على ان قمة بغداد للشراكة والتعاون أسست لمستقبل جديد في صياغة العلاقات السياسية والاقتصادية بين 9 دول عربية واسلامية.
وهذه القمة الذي يستضيف الاردن نسختها الثانية، يعزز استدامتها وبالتالي تضييق الخلافات بين الدول المشاركة فيها.
وان تجمع الأردن، مصر والسعودية والامارات وقطر والكويت، وفرنسا وتركيا وإيران، عزز من نجاح القمة في تحقيق هدفها ورؤيتها في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وتطوير العلاقات الاقتصادية وحل الخلافات بين جيران العراق.
وقمة بغداد تعد قراءة فذة من اصحاب القرار في العراف لمنع تكرار النسخة الأفغانية على ارضهم، والتحصن بدعم اقليمي وعالمي في حال اي محاولة لأخلال الميزان السياسي والسلمي في بلاد الرافدين.
والقمة كانت فرصة لفتح الحوار بين دول خليجية وايران في مقدمتها السعودية، التي تحارب ابحوثيين في اليمن والمدعومين لوجستيا وعسكريا واقتصاديا من طهران.
وحجم المشاركة في القمة بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ورئيس وزراء الكويت الشيخ صباح خالد الصباح، ورئيس وزراء دولة الامارات حاكم دبي محمد بن راشد، يؤكد ان هناك ارادة سياسية لاحلال الهدوء في المنطقة وانتهاج لغة الحوار في حل الخلافات والازمات السياسة بين الدول المحيطة بالعراق، بعيدا عن اي قرارات قد تهدد ابمنطقة برمتها.
وان حضرت السعودية على مستوى وزير الخارجية وكذلك ايران، فهذا بحد ذاته يؤشر الى وجود نوايا حسنة ، لتخفيف حدة الصراع والانتباه الى الرسائل الأمريكية في انسحابها التدريجي من المنطقة، خاصة عودة داعش وارهابها.
في قمة الشراكة والتعاون المقبلة في الأردن ، لا استبعد مشاركة الولايات المتحدة التي غابت عن قمة بغداد لاسباب تتعلق بالحضور الايراني وغير المستساغ لها حاليا، بسبب التصعيد الحاصل فيما يتعلق بالملف النووي.
ومجمل القول، ان قمة بغداد وضعندت اسس لعلاقات جديدة بين دول المنطقة، اهمها احترام سيادة كل دولة بعيدا عن الاصطدام ابمباشر سواء عسكريا او سياسيا.


ويمثل السعودية في القمة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو.
كما يشارك في القمة أمين عام جامعة الدول العربية احمد أبو الغيط، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، وممثلة منظمة الأمم المتحدة جينين بلاسخارت، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وسفراء 20 دولة من بينها الولايات المتحدة الأميركية.
وأعلن العراق أن المؤتمر يهدف إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وتطوير العلاقات الاقتصادية وحل الخلافات بين جيران العراق.
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن قمة بغداد للتعاون والشراكة هي مشروع مهم يخدم المنطقة ودول العالم ويأتي بالفائدة والاستقرار لصالح العراق.
وقال ماكرون خلال بدء فعاليات قمة بغداد للتعاون والشراكة، إن القمة تتسم بإرادة بناء الشراكات والتعاون، وحل الخلافات بين بلدان المنطقة.

أكدت وزارة الخارجية العراقية اليوم السبت، أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يمثل واحة استراتيجية لحوار نوعي يدعو إلى التكامل في الاقتصاد والاستثمار بين بلدان المنطقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف، اليوم، إن العراق بعقد المؤتمر "بات يؤسس لمسارات استراتيجية لطابع المصالح الجماعية". وأضاف، "دائما نقول إن المصالح الجماعية هي التي تؤمن استقرار دولنا ورفاهية شعوبنا"، مؤكدا وضوح سياسة العراق الخارجية وواقعيتها.
يذكر أن العاصمة بغداد احتضنت، اليوم، مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة تسع دول مجاورة وإقليمية إلى جانب المشاركة الفرنسية.