خليل النظامي

نحن في مرحلة "العمل لا الإستعراض"

نبض البلد -
 

خلال عملية الرصد التي أجريها كل ليلة بـ المرور على وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية، استوقفني خبر على وكالة "هلا اخبار" بعنوان : العايد : سنطلب تخصيص مليون دينار للاحتفال باربد عاصمة للثقافة العربية.

وعلى لسان العايد مكتوب في متن الخبر " وأكد وزير الثقافة علي العايد، من جهته، أن الوزارة ستخاطب وزارة المالية لتخصيص مبلغ مليون دينار من موازنة العام المقبل لضمان نجاح الاحتفالية وخروجها على الوجه الذي يليق بإربد كعاصمة للثقافة العربية".

وبدات بقراءة التعليقات وردو أفعال المواطنين على الخبر، ووجدت العجب العجاب، وحديث الكثير منهم فيه شيء من المنطق وتحكيم العقل على ما يحتوي الخبر، بعضهم يقول "اصرفوا هذا المبلغ على اللي مش ملاقيين أكل"، واخر يقول "لو تفتحوا مصنع او تزبطو طريق الزرقاء – اربد افضل"، واخر ايضا يقول "ابني فيهن مدرسة يا فالح"، وينادي اخر بقوله " يزم اعطيني منهن ألفين دينار خليني اعيش"، واخيرا تعليق يقول "الواحد مستحي يعلق..".

تخيلوا معي،،،
مليون دينار سيتم تخصيصها لـ حفل يدوم لـ عدة ساعات ومن ثم يعود الكل لـ بيته فرحا بما سمع من غناء وأهازيج وأشعار وغيرها، في وقت بلغت فيه نسبة البطالة مستويات غير مسبوقة في المحافظة، وارتفاعات في معدلات الفقر بحسب تقديرات الخبراء، اضافة الى الشكاوى العديدة التي نسمعها يوميا عبر وسائل الاعلام المختلفة عن مشاكل واختلالات البنى التحتية للمحافظة.

مليون دينار،،،
مبلغ ضخم بالنسبة لـ محافظة كـ محافظة إربد، ويمكن استثمارة في أمور تعود بالفائدة غير المنقطعة على ابناء المحافظة من المتعطلين عن عمل، كـ إقامة مشروع استثماري زراعي او سياحي في محافظة اربد لتشغيل المنعطلين عن عمل، وزيادة نسبة النشاط الاقتصادي في المحافظة، ويمكن معالجة الكثير من الاختلالات الحاصلة فيالبنى التحتية للكثير من المناطق والاطراف التابعة لمحافظة اربد، ويمكن عمل برنامج اقراضي بهذا المبلغ بحيث يدعم فلسفة الاعتماد على الذات من خلال مشاريع التشغيل الذاتي لأبناء وبنات المنطقة, ويمكن ,, ويمكن ويمكن عمل الكثير بـ هذا المليون، عوضا عن تبذيره على احتفال لن يدوم أكثر من اربع ساعات وسينتهي في اليوم التالي.

تعليقات الكثير من المواطنين على الخبر لم تجانب الصواب، ومؤشر يجب أن يلتفت له وزير الثقافة المحترم ويعيد النظر في تصريحاته وتوجه الوزارة بـ مثل هذا الطلب، في وقت تتحدث فيه الحكومة كل يوم وفي كل الاتجاهات عن الاختلالات والازمات التي نتجت عنن الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها الاردن، خاصة اننا في وقت "العمل وليس الإستعراض"، والعمل بحاجة لـ عقول تخلق مشاريع اقتصادية واستثمارية وتحول التحديات الى فرص وتستثمر كل قرش في مخزون الدولة لما يصب في مصلحة الفرد وتهيئة البيئة التي تجعلهخ يفتخر بوطنه ويساعد في تنميته.