إربد: ندوة تعاين واقع التعليم العالي الخاص في الاردن

نبض البلد -
نبض البلد -
 عاينت ندوة حوارية نظمتها الجمعية الاردنية للفكر والحوار والتنمية في إربد، امس السبت، واقع التعليم العالي الخاص في المملكة.
ودعت الندوة التي شارك بها رئيسا جامعتي عمان المفتوحة الدكتور محمد الوديان، واربد الاهلية الدكتور احمد الخصاونة، وادارها رئيس الجمعية نائب رئيس مجلس النواب الاسبق الدكتور حميد البطاينة، الى الغاء التمايز بين الجامعات الخاصة والرسمية، بإدراج القبول في الجامعات الخاصة على نظام القبول الموحد.
وقال الدكتور الوديان، إن الجامعات المرموقة في العالم هي جامعات خاصة، تقود مسيرة التعليم العالي في بلادها، لأنها اعطيت المساحة الكافية لإنتاج قيمة تعليمية وليس تخريج طلبة فحسب.
وانتقد كثرة الجامعات الخاصة في الاردن، وما رافقه من تنافس على التخصصات، ما جعلها بلا هوية وصبغة علمية تعرف بها، يقبل عليها الطلبة الذي تتوافق ميولهم وقدراتهم مع هذه الصبغة.
ودعا الى تحديد التخصصات الرئيسية والفرعية في الجامعات الخاصة لتكون لها هوية تشتهر وتتميز بها عن غيرها تشكل مقصدا لدارسين بعينهم .
ولفت الى ان واقع التعليم العالي في الجامعات الخاصة الرسمية لا يختلف عنه كثيرا في الجامعات الحكومية الرسمية باستثناء بعض الجوانب القانونية والتشريعية وتعليمات هيئة الاعتماد ومجلس التعليم العالي، مشيرا الى الحاجة الماسة لاستراتيجية وطنية للتعليم العالي في المملكة لا تفرق بين الجامعات باعتبارها جميعا جامعات وطنية.
واكد الوديان ان الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك تشكل مرجعية وارضية خصبة لبناء استراتيجية وطنية شاملة للتعليم العالي، تعالج الثغرات وقادرة على استشراف المستقبل ووضع البرامج والاجراءات القادمة على التعاطي مع التحديات المستقبلية قبل ان تسقط على ارض الواقع.
واشار الى انه من ابرز التحديات الماثلة في واقع التعليم العالي الخاص، ازدواجية القوانين الناظمة له ما بين قانوني التعليم العالي والصناعة والتجارة، اضافة الى انه محكوم بعوامل النظرة المادية من طرفي المعادلة: المستثمر الذي يبحث عن الربح، والطالب الذي يبحث عن العروض الاقل تكلفة.
وطالب الوديان بإعادة الاعتبار لهوية الجامعية التي تبعثرت مع تعدد التخصصات وتنوعها حتى اصبحت الجامعات الخاصة تبحث عن الشمولية بغض النظر عن هويتها العلمية، وهي ما يتشابه مع الجامعات الرسمية .
وأشار الى ان عدم تفعيل مفهوم الاقتصاد المعرفي الذي يشكل بوصلة التوجه المستقبلي للتعليم العالي لارتباطه بالاقتصاديات العالمية المتوقعة للعشرين سنة القادمة على اقل تقدير، من التحديات التي تواجه البحث العلمي.
ودعا رئيس جامعة اربد الاهلية الدكتور أحمد الخصاونة الى اعادة النظر بأسس القبول وضرورة التوجه لاستحداث تخصصات تكنولوجية وتقنية جديدة وتطوير البنى التحتية المناسبة على نحو يستوعب خطط وبرامج الجامعات في اطار معايير الجودة.
وقال ان العدد الاكبر من خريجي الجامعات باتوا غير قادرين على الملاءمة لسوق العمل، ما يستدعي الغاء التخصصات المشبعة والراكدة والتركيز على الريادة والابداع وانشاء حاضنات الاعمال لرفع الميزة التنافسية لمخرجات الجامعات الخاصة.
وأكد ضرورة تحديد الاوليات البحثية الوطنية للمرحلة القادمة بشكل يتواءم مع الظروف التي يمر بها الاردن والتحديات الماثلة على جميع الصعد الى جانب دعم البحث العلمي الموجه نحو المشاريع الابتكارية من القطاع الخاص.
واشار رئيس الجمعية الدكتور حميد البطاينة الى ان التغيير المستمر في القيادات الادارية في الجامعات وفي مواقع صنع القرار في وزارة التعليم العالي، ادى الى ضعف الحاكمية الرشيدة في وضع خطط وسياسات تعليمية تحاكي التطور المتسارع في العالم.
--(بترا)